نشكر مركز القدس للدراسات السياسية على دعوته الكريمة، كما نقدر نشاطه في التطرق للمواضيع والعناوين الشائكة أو التي تعتبر كذلك،
مما لا شك فيه أن الإقتراع في الإنتخابات التشريعية يعتبر السمة الأساسية في المواطنة، فهو يعزز روح المشاركة في الشأن العام من جهة، ويقوي الإنتماء للوطن وللمجتمع السياسي من جهة ثانية. وهو في المشهد الفلسطيني يأخذ، إضافة إلى ذلك، أبعاداً أخرى، تتعلق بمفهوم الدولة الفلسطينية وعلاقة أبنائها الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق، ما يرسم معالم الخطوة الأهم في طريق العودة إلى فلسطين. أما في الإجابة عن الأسئلة الواردة في متن الدعوة لهذا اللقاء نقول:
- إذا كانت الإنتخابات هي عملية صنع للقرار، والتي يقوم بموجبها الشعب بإختيار فرد من بين أعضائه لتمثيله في إحدى السلطات التنفيذية أو التشريعية أو الحكم المحلي أو غيرها، وهو خيار بدأت الشعوب بتبنيه فإننا في حركة أمل نرى أن الشعب الفلسطيني ليس أقل شأناً من باقي الشعوب وليس قاصراً عن الإختيار وعن تقديم قيادات نموذجية تستطيع أن تتحدث بإسمه وأن تمثله خير تمثيل. أما اللاجئون الفلسطينيون في لبنان فإنهم يتمتعون بمستوى عالٍ من الوعي الإجتماعي والسياسي، مما يعطي للإنتخابات لديهم طعم آخر ونكهة مميزة من حيث قدرتهم على التنظيم والإختيار في آنٍ معاً.
- بالسؤال عن الوضع الأمني والسياسي في لبنان لإمكانية إجراء الإنتخابات فإننا نرى أنه لا يوجد مانع لبناني سياسي أو أمني لإجراء الإنتخابات إنما السؤال الأساسي هو عن إستعداد الجهات الفلسطينية نفسها لإجراء إنتخابات كهذه، ومن البديهي أن السلطات اللبنانية تتعاطي مع هذا الحدث حسب الإتفاقيات المبرمة بين الدولتين أو حسب القوانين المرعية الإجراء في لبنان، وهنا يبرز دور سفارة دولة فلسطين بعد أن أصبحت تتمتع بالتمثيل الدبلوماسي الكامل أن تتواصل بشكل رسمي مع وزارة الخارجية اللبنانية للتباحث في الأطر التي يمكن بموجبها إجراء العملية الإنتخابية – في مبنى السفارة بإعتباره أرضاً فلسطينية – في بعض المراكز في المخيمات، ثم في كيفية علمية التصويت – ورقياً؟ أم الكترونياً في يوم واحد؟ وهل تستطيع أن تدخل القوى اللبنانية إلى المخيم أم يخرج الفلسطينيون إلى الأبواب؟ وإلى ما هنالك من إجراءات لوجيستية ونعتقد أن الدولة اللبنانية قادرة على المساعدة شرط أن يحدد الجانب الفلسطيني الرسمي ما هي حاجاته من الدولة اللبنانية. علماً أن الدراسات في الخارجية اللبنانية عن إمكانية وكيفية إنتخابات المغتربين أصبح جاهزاً. أما إذا كان الفلسطينيون جاهزين لهذه العملية فهذا سؤال يجيب عنه الفلسطينيون أنفسهم وهم أهل مكة وهم أدرى بشعبها ويستطيعون تحديد عملية الإنتخابات بالشكل والمضمون.
- لسنا في موقع تقديم النصح للشعب الفلسطيني فهو يملك من العقول والتجربة على مساحة العالم كله ما يجعله من الشعوب الرائدة والمبدعة في إستيلاء المبادرات وإجتراح الحلول لكل مشاكلة. لكننا نتمنى عليكم أن أن تجرى الإنتخابات بهدف تحقيق المرتجى منها من حيث إعتبار الشعب مصدر السلطات وتسوية الصراعات والمنافسات السياسية بالطرق السلمية، وتوفير الشرعية السياسية، ومحاسبة الحكام وإحترام مبدأ التنافسية وإحترام سيادة القانون، والتعود على الشفافية والنزاهة من خلال المحافظة على حق الإقتراع العام، تسجيل الناخبين دون مفاجآت، دورية الإنتخابات وإحترام النتائج، وإن مكتب البلديات والإنتخابات في حركة أمل جاهز لوضع كافة إمكاناته اللوجستية والتدريب بتصرف العملية بشكل عام.
وفي الختام إننا في حركة أمل نحيي كل خطوة يقوم بها الشعب الفلسطيني لتقربه أكثر من دولته المركزية ومن حقه التاريخي بالعودة إلى وطنه وأرضه ولإنتزاع حقه بتقرير مصيره شعباً وأرضاً وليثبت للعالم في هذه المحطة التاريخية أنه شعب جدير بالحياة وقادر على ممارسة الحكم والإدارة بما فيها إنتخاب ممثليه نحو بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وفقكم الله