الثابت والمتغير في إستراتيجية الولايات المتحدة نحو الشرق الأوسط

2008-10-20

المحاضر: الدكتور حسن البراري، أستاذ دراسات الشرق الاوسط في قسم العلوم السياسية جامعة نبراسكا - الولايات المتحدة ملخص:قال الخبير في الشئون الأمريكية والمحاضر في جامعة نبراسكا الأميركية الدكتور حسن البراري أن المؤشرات الأولية في الحملة الانتخابية الأمريكية الحالية ترجح كفة المرشح الديمقراطي باراك اوباما للفوز في الانتخابات الأمريكية المقبلة التي تجري في الرابع من نوفمبر / تشرين ثاني المقبل

وفي جلسة حوارية نظمها مركز القدس للدراسات السياسية مساء أمس الأول بعنوان " الثابت والمتغير في إستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط " . قال البراري أن الشرق الأوسط بقضاياه المختلفة غائب عن أجندة الحملات الانتخابية الأمريكية. وان العامل الاقتصادي هو المحدد الأهم لسلوك الناخب الأمريكي وان هذا الأمر بدا واضحا خلال المناظرات الثلاثة التي جرت بين المرشحين اوباما وماكين .

واستعرض البراري وجهة نظر كلا المرشحين فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط ، فقال أن ماكين يفضل التعامل باسلوب ( العصا الغليظة ) مع قضايا المنطقة في حين تقوم طريقة اوباما على الحوار مع الحلفاء الدبلوماسية ، وبالنسبة لماكين يرى أن عدم حل النزاع العربي الإسرائيلي لن يؤثر على أمريكا وبالتالي فان حل القضية الفلسطينية ليس أولوية في حين يرفض اوباما استمرار الوضع الراهن لا سلام ولا حرب .وهو يرى أن هناك علاقة وثيقة بين استمرار الصراع في المنطقة وانتشار التطرف والمشاعر المعادية للولايات المتحدة في العالم العربي .. لذلك فإن وجهة نظر اوباما تقوم على أن حل الصراع في المنطقة يجب أن يكون أحد الأولويات الهامة بالنسبة للإدارة الأمريكية المقبلة .

وفيما يتعلق بالعلاقة مع سوريا قال البراري أن وجهة نظر ماكين تقوم على أن فتح أي حوار مع دمشق مرهون بتوضيحها لموقفها من القضايا التي تؤثر على الأمن القومي الأمريكي ، ولكن اوباما يؤيد الحوار مع سوريا بتقديرات وليس بشروط وهذا الأمر ينطبق أ ايضاً على العلاقة مع إيران ، ويشير البراري هنا إلى أن موضوع امتلاك إيران للسلاح النووي هو خط احمر بالنسبة لكلا المرشحين ، ولكن اوباما يؤيد وبشدة اللجوء للحوار والدبلوماسية في هذه القضية كما يؤكد البراري أن اوباما وماكين وفي حالة فوز احدهما في الانتخابات القادمة لن يتمكنا من شن حرب على إيران بسبب الإخفاقات العسكرية الأمريكية في كل من العراق وأفغانستان.
وفيما يتعلق بالحرب على الإرهاب قال البراري أن المرشح الديمقراطي يرى أن أمريكا ارتكبت خطأ استراتيجي في الحرب على العراق وان أمريكا لن تربح الحرب في أفغانستان إلا إذا انسحبت من العراق، في حيث يؤيد ماكين وبشدة بقاء القوات الأمريكية في العراق كإحدى خطوات محاربة الإرهاب . وفيما يتعلق بقضايا الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط، يؤكد البراري غياب هذه القضية عن حملات كلا المرشحين.

ووفق البراري فإن المرشح الجمهوري ينظر لمنطقة الشرق الأوسط من منظور أيدلوجي وان فريقه الانتخابي يتحدث عن تحدي ثلاثي الأبعاد يتمثل في الصحوة القومية والمشاكل التي تمس البشرية مثل الفقر والبطالة والتغيير في موازين القوى.
وأشار البراري أن ماكين استخدم في حملته الانتخابية ( فوبيا الإسلام ) لمهاجمة منافسه اوباما مشيراً في هذا الصدد إلى أن الفريق الانتخابي لماكين وزع في الولايات المتأرجحة شريط فيديو يربط بين الإسلام والإرهاب كما أنهم بصدد توزيع شريط أخر يتحدث عن جيل الجهاد القادم . وأكد البراري أن هذه المحاولات من فريق ماكين الانتخابي لن تنجح في التأثير على صورة المرشح الديمقراطي بين الناخبين الأمريكيين، مشيراً إلى أن العديد من الولايات حسمت مبكرا لصالح اوباما مثل فلوريدا وجورجيا وميتشغن وغيرها .
 
واعتبر البراري أن إعلان وزير الخارجية السابق الجمهوري كولن باول تأييده لاوباما بمثابة صفعة قوية للجمهوريين ولماكين، وتابع أن هدف باول من هذا القرار تصفية حساباته مع الجمهوريين وان هذا القرار لا يأتي من منطلق عرقي. وقال البراري أن ماكين حاول خلال الحملة الإنتخابية تثتيت إنتباه الناخبين الأمريكيين عن القضايا الرئيسية الداخلية بالتركيز على شن هجوم على المرشح الديمقراطي على أسس عرقية طائفية

وتحدث البراري عن ابرز ما يميز الحملة الانتخابية الأمريكية الحالية فقال ليس ما يميز هذه الحملة وجود مرشح اسود ومن أصول إفريقية ومن عائلة مسلمة، بل ما يميزها الفجوة الإلكترونية بين اوباما وماكين ، فالمرشح الديمقراطي استخدم وسائل التكنولوجيا بذكاء ، إضافة لذلك فإن هتاك عدد هائل من السباب يشاركون في الانتخابات لأول مرة وبشكل فعال. ويتابع البراري أن استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم المرشح الديمقراطي ، وقال أن الانتخابات الرئاسية المقبلة سترافقها انتخابات مجلس الشيوخ فإذا حصل الديمقراطيون على 60 مقعد في المجلس إضافة لفوزهم بكرسي الرئاسة فإننا وأمام هذا التحول سنكون أمام أمريكا جديدة حيال قضايا المنطقة

وفيما يتعلق بتأثير القوى المؤيدة لإسرائيل على الانتخابات الأمريكية الراهنة ، قال البراري انه لم يظهر دور لهذه القوى بالتأثير في تغيير دانماكية الانتخابات الأمريكية الحالية. وحول طريقة عمل كلا المرشحين في حال شكلا أي منهما الإدارة الأمريكية المقبلة ، قال البراري سيعتمد اوباما على أكبر عدد من المستشارين وهذا يعني تعدد في الآراء والمواقف ، أما بالنسبة لماكين فسيكون امتداد لإدارة بوش في عملية الصنع القرار بالرغم من أن ماكين يحاول نفي ذلك خلال حملته الانتخابية.
 
وخلص البراري للقول أن المرشح الديمقراطي اوباما سيكون الرئيس القادم للولايات المتحدة ما لم تحدث مفاجآت عند صناديق الاقتراع.

قائمة المشاركين:

1. الدكتورة بارعة النقشبندي، أستاذة جامعية/ جامعة البترا
2. السيد باسل حسين، معهد الدراسات الاستراتيجية
3. السيد جمال الرفاعي، كاتب و ناشط سياسي
4. السيد حاتم رشيد، كاتب وناشط نقابي
5. الدكتور حازم قشوع، أمين عام حزب الرسالة
6. الدكتور حسن البراري، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في قسم العلوم السياسية جامعة نبرا سكا الولايات المتحدة
7. الدكتور حيدر سعيد، باحث/ معهد الدراسات الاستراتيجية
8. السيد خالد الوزني، المدير التنفيذي لشركة دارات القابضه
9. الدكتور ذياب مخادمة، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية
10. الدكتور روحي حكمت رشيد، نائب سابق
11. السيدة زينة محمد، معهد الدراسات الاستراتيجية
12. السيد سامي الزبيدي، صحفي / جريدة الرأي
13. السيد سامي شريم، عضو في حزب الجبهة الأردنية الموحد
14. السيد سميح جبرين، صحفي / جريدة الغد
15. السيد طارق التل، عضو في حزب جبهة العمل الأسلامي
16. سعادة النائب عزام الهندي، مجلس النواب الأردني
17. السيد عريب الرنتاوي، مدير مركز القدس للدراسات السياسية
18. السيد عمران الخطيب، عضو المكتب السياسي في الجبهة العربية الفلسطينية
19. الدكتور عودة قواس، نائب سابق
20. السيد غازي السعدي، دار الجليل
21. السيد فليب فرين، السفارة الأمريكية / القسم السياسي
22. الدكتور فوزي السمهوري، مركز جذور لحقوق الإنسان
23. فيروز أبو زيد، المنظمة العربية لحقوق الإنسان
24. ماجد الخواجا، كاتب صحفي
25. سعادة النائب محمد السعودي، مجلس النواب الأردني
26. الدكتور محمد المومني، مدير المركز الإقليمي للأمن الإنساني
27. مروان جحازي، حزب الشعب الديمقراطي (حشد)
28. معالي العين مروان دودين، عضو مجلس الاعيان
29. الدكتور منذر العبوسي، أكاديمي
30. الدكتور موسى الوحش، حزب جبهة العمل الإسلامي/ نائب سابق
31. الدكتور موسى خميس، حزب البعث العربي الإشتراكي
32. السيدة ناديا هاشم العلول، الجمعية الوطنية للحرية والنهج والديمقراطي (جند)
33. هالة سالم، المديرة المالية و التنفيذية في مركز القدس للدراسات السياسية
34. السيدة هيام فؤاد ضمرة، منتدى الوسطية للفكر والثقافة

https://alqudscenter.org/print.php?l=ar&pg=QUNUSVZJVElFUw==&id=672