الفلسطنيون في العراق

2006-02-21

السادة الحضور
بداية, دعوني أسجل بالثناء والتقدير, استجابتكم لدعوة مركز القدس للدراسات السياسية, للمشاركة في هذا اللقاء المكرس للحدث عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق, ودعوني من خلالكم أيضا أن أسجل العرفان والشكر لمركز القدس وللعاملين فيه وللصديق الأستاذ عريب الرنتاوي على مبادرته المقدرة لتحقيق هذا اللقاء وما سينتج عنه.

لقد لبينا دعوة كريمة من الرئيس العراقي جلال الطالباني, حملها مبعوث من طرفه هو السيد ملا بختيار عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني, الذي التقى مع الرئيس محمود عباس والذي كلف بدوره وفدا برئاسة د. أسعد عبد الرحمن عضو اللجنة التفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينة واللواء جبريل الرجوب عضو المجلس الثوري لحركة فتح وحمادة فراعنة عضو المجلس الوطني الفلسطيني الذي مهد لزيارتنا حيث قام بعدة زيارات للعراق خلال الأشهر القليلة الماضية, سمحت بالاجتماع بالقيادات العراقية المختلفة ووضع صيغة التوجه والقرار العراقي للاستجابة للمطالب الفلسطينية.

وفي ضوء تكليفنا من قبل الرئيس أبو مازن حددنا خطة تحركنا لتحقيق ثلاثة أهداف:
أولا : السعي على درب تطوير العلاقات العراقية الفلسطينة مع كبار المسؤولين الرسمين, علاوة على اللقاء مع ممثلي مختلف مكونات الشعب العراقي والقوى المؤثرة في مؤسسات صنع القرار لدى الشيعة والسنة والأكراد.
ثانيا :وبسسب ظروفه الخاصة, السعي من أجل تطوير العلاقات الفلسطينة مع اقليم كردستان سواء على مستوى رئاسة الاقليم او مع الحكومة وبرلمانه, وكذلك مع طرفي المعادلة السياسية التي تقود الحالة الكردية القائمة وهما الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة الرئيس مسعود البرازاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال الطالباني .
ثالثا :معالجة ما يتعرض له اللاجئون الفلسطينيون في العراق, من قسوة وأذى, وتوفير أقصى متطلبات الأمن والحماية والظروف الملائمة لحياتهم. وعلى الرغم من المخاطر المرافقة والصراع اليومي المكشوف والعمليات العسكرية المتبادلة في بغداد, وضيق الوقت فقد بدأ الوفد الفلسطيني تحركه من بغداد التي استقبلتنا رسميا من قبل رئاسة الجمهورية ومن خلالها التقينا بالعديد من القيادات العراقية

وفي كردستان كانت محطتنا الثانية بعد بغداد حيث تمت سلسلة لقاءات هي :
أولا: السيد مسعود البرازاني رئيس أدارة الاقليم في صلاح الدين
ثانيا: المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني في اربيل.
ثالثا: المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية وقد عبرت القيادة الكردية من كلا الحزبين عن شجبها واستنكارها لما يتعرض له أبناء شعبنا الفلسطيني من أذى وقسوة واعتداء. وعبروا عن استعدادهم لدعم واسناد الشعب الفلسطيني بما في ذلك الاسهام في حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في بغداد وتجاوبهم مع الحكومة المركزية لاستفبال أي فلسطيني يرغب في الإقامة أو السكن أو العمل أو الدراسة أسوة بباقي محافظات ومدن العراق. كما عبروا عن رغبتهم بتطوير العلاقات مع الشعب الفلسطيني واستقبال وفود من فصائل المقاومة ومن المجلس الوطني ومنظمات ومؤسسات المجتمع المدني.

أما في بغداد فقد جرت اللقاءات مع نواب الرئيس الدكتور عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي واللقاء الذي كان مميزا وذا اثر فقد كان مع رئيس الوزراء الدكتور نوري المالكي ومع عدد من الوزراء وخاصة نائب رئيس الوزراء الدكتور برهم صالح, ومع عدد من القيادات العراقية ومستشاري رئاسة الجمهورية وخاصة مع السيد عبد الاله النصراوي رئيس الحركة الاشتراكية العربية.
لقد أسفرت هذه اللقاءات عن حصيلة نقدر قيمتها توجت بقرار مجلس الوزراء العراقي الذي ابلغنا به رئيس الوزراء المالكي وفحواه مايلي:

أولا : معاملة اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في العراق إثر حرب 1948 معاملة المواطنين العراقيين من حيث الضمانات الاجتماعية والصحية وتقديم التعويضات للمتضررين منهم.
ثانيا :توفير الحماية الأمنة لهم بشكل خاص من قبل الاجهزة المختصة في أماكن سكانهم وحماية ممتلكاتهم ومنحهم الرعاية الخاصة باعتبارهم ضيوفا أعزاء على الشعب العراقي حتى عودتهم لوطنهم فلسطين .
ثالثا :تغطية نفقات تبديل مساكنهم بسسب مايتعرضون له من أذى وإسكانهم كلما لزم الوضع في مناطق وأحياء اكثر امنا في مختلف المحافظات العراقية بما فيها محافظات اقليم كردستان بالتنسيق والتشاور المسبق مع ادارة الاقليم.
رابعا :نقل الذين تقطعت بهم السبل على الحدود العراقية مع الدول المجاورة الى مناطق سكنية آمنة وتغطية كامل احتياجاتهم ومنحم جوازات سفر أذا اقتضى الامر لتسهيل سفرهم الى بلدان أخرى وفق رغباتهم أسوة بباقي العراقيين.

ويمكن تلخيص نتائج الزيارة بأنها كانت قصيرة وناجحة وحققت الاهداف المطلوبة منها وفتحت بوابة لتطوير العلاقات الفلسطينية العراقية على أسس واضحة من التفاهم وتقدير الظرف من الطرفين لبعضهم البعض، مثلما فتحت آفاقاً لعلاقات حزبية مع مكونات الشعب العراقي وخاصة مع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، ومع حزب الدعوة، إضافة إلى الكتل البرلمانية ومؤسسات صنع القرار، مما يخلق نوعاً من العلاقات الندية والمتكافئة المبنية على الاحترام والمصالح الوطنية والقومية المتبادلة والمشتركة للشعبين الشقيقين العراقي والفلسطيني.
 
*المصدر:
ورقة قدمت في ندوة مركز القدس للدراسات السياسية – عمان 21/2/2006
https://alqudscenter.org/print.php?l=ar&pg=QUNUSVZJVElFUw==&id=549