كلمة عبد العزيز الخميس في مؤتمر نحو شبكة الاصلاح والتغير في العالم العربي

2005-10-08

عبد العزيز الخميس
 
{وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}
نحن في هذا المؤتمر من اجل بناء شبكة للاصلاح والتغيير في العالم العربي. وهذا لن يكتمل دون ان يكون للاسلاميين مكانا ضمن الشبكة وأحد اهدافها فدون مشاركة التيارات الاسلامية في العمل الديمقراطي لن يتحقق اي اصلاح او تغيير فلهم الشارع وهم فوقه بقوة يتحركون. لكن استقطاب هؤلاء يستوجب قراءة ما هي مواقفهم من المشروع الديمقراطي وكذلك تجاوبهم مع الدعوات المطالبة باصلاحات جذرية قد تمس ما يعتقد الاسلاميون انه مقدس.

الوضع:
لنبدأ اولا: بما اعتبره التيارات العسيرة ديمقراطيا
وهي التيارات السلفية:

التيار الأول

هو التيار المشيخي نسبة للمشايخ الكبار في السعودية الذي يختزل الفكر السياسي في الإقرار للأنظمة الحاكمة بالشرعية ووجوب الطاعة التعبدية لها ويشترط التصريح بالكفر من أجل النظر في الشرعية. هذا التيار يطلق عليه في الدوائر الإسلامية بالتيار الجامي أو المدخلي نسبة إلى محمد أمان جامي أو ربيع المدخلي وهما من رموز هذا التيار والمنظرين له. ومن أبرز الشخصيات التي تمثل هذا التيار الآن بالإضافة للشيخ المدخلي علي الحلبي وعبيد الجابري و عبد الله السبت وشخصيات أخرى في الخليج والأردن. هذا التيار ضد الديمقراطية ويربط مصير الأمة بما يراه الحاكم. بل انه ملكي اكثر من الملكيين.

التيار الثاني

يقر من الناحية العملية لكثير من الأنظمة الحاكمة بالشرعية لكنه من الناحية النظرية يطرح وجهة نظر أكثر مثالية وتفصيلا أكثر، خاصة إن كان الطرح غير محرج مع الأنظمة. ومن خلال الطرح النظري ينسب لهذا التيار مواقف وفتاوى لها علاقة هامة بقضية الديموقراطية. فهو لا يجد لها مكان في ظل انظمة تحكم بالشريعة الاسلامية لكن يمكن المشاركة في آليات الديمقراطية في مجتمعات اخرى كحل يضمن حقوقهم الآنية. ويمكن إدراج الشيخ الألباني والشيخ مقبل الوادعي والشيخ بن باز والشيخ بن عثمين في هذا التيار..
 
التيار الثالث

هو تيار الجماعات التي تسمي نفسها سلفية مثل اتجاه الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق والشيخ عبدالرزاق الشايجي وحامد العلي في الكويت وجماعة أنصار السنة في السودان ومصر سابقا. وهذا التيار قريب جدا من فكر التيار المشيخي لكن لديه شيء من التنظيم والنشاط السياسي يتجلى في أنشط صوره في النموذج الكويتي من خلال جماعة الحركة السلفية العلمية التي يديرها الدكتور عبد الرزاق الشايجي. وربما يصنف مع هذا التيار الشيخ علي بالحاج في مرحلة ما قبل الانتخابات في الجزائر. ويمكن تسمية هذا التيار جدلا بتيار السلفية العلمية. هو يقبل بالمشاركة في الانتخابات كشر لا بد منه وجزء من تعزيز العمل الدعوي ليس إلا ويختلف عن التيار المشيخي بأنه اكثر انفتاحا وعلاقته بالحاكم اكثر ديناميكية.

التيار الرابع
 
هو تيار الشخصيات السلفية داخل جماعة الأخوان المسلمين مثل الشيخ الزنداني في اليمن والشيخ عمر الأشقر في الأردن والشيخ عصام البشير في السودان. ولهذه الشخصيات وجود قوي في جماعة الأخوان ويبدو أنها بدأت تفرض نفسها بعد انتشار العلم الشرعي وموجة التفكير السلفي عند جمهور الإخوان. ومواقف هذه الشخصيات من القضايا السياسية في الجملة لا تخرج عن موقف حركة الأخوان ويمكن تسمية هذا التيار بسلفيي الإخوان. وهو يقبل بالديمقراطية على ان تكون مقننة وضمن ضوابط اسلامية. ورغم مشاركته في الانتخابات اليمنية ووجوده ضمن " العملية الديمقراطية في اليمن " الا انه مثل صارخ لتحايل بعض التيارات الاسلامية على الديمقراطية فقد كان ولا يزال يثير قلاقل لرفضه وجود الأخر " الاشتراكي " في المنصات الديمقراطية بل يصل الامر الى القتل والتهديد المسلح.

التيار الخامس

هو التيار الأوسع انتشارا وتأثيرا في الطيف الديني وهو التيار السروري هذا التيار يعيش مراجعة تهزه في العمق فبعد ان كان متحفظ على شرعية الأنظمة دون الدعوة للتكفير أو رفع السلاح أو الثورة ضدها. الا انه يتجه بهدوء الى قبول الديمقراطية على انها افضل الاسوء وهو رغم قبوله بأدوات الديمقراطية الا انه حذر من ان يتم تسريع العملية الديمقراطية وبالتالي تنفتح الابواب والنوافذ على ما يرونه غير صالح للأمة.

ولعلنا نجد في الشيخ سلمان العوده مثل بارز فقد مر في جملة من التغيرات الفكرية وهو على سدة زعامته الجماهيرية فقاد انصاره من تكفير الدولة الى الهدنة معها ثم التوافق واياها على ان يتم التحديث والاصلاح بهدوء وضمن قبول المجتمع لا ضغوط الغرب.

وقد انقسم هذا التيار اخيرا بين حواليين وعوديين واستفاد التيار الجهادي من هذه الخلافات ليسلب فئة لا بأس بها من انصار هذا التيار.
 
التيار السادس

هو تيار الفكر الجهادي النظري وهو تيار ينظر للمشروع الجهادي بأطر عامة دون الدخول في فتاوى وتفاصيل الأعمال الجهادية ودون تحديد الأنظمة التي يتحدث عنها. ويطرح هذا التيار موقفا رافضا للأنظمة الحالية غالبا بالإشارة بدلا من العبارة ويطرح تأصيلا واضحا في رفضها دون أن يسميها. ولا ينتشر بين رموز هذا التيار ظاهرة الحرص على تكفير أعيان الحكام أو المحسوبين على الجهاز الحاكم رغم أنهم محسوبون على الانقلابيين. ومن الشخصيات المهمة والمؤثرة في هذا التيار الأستاذ محمد قطب والشيخ الفزازي والشيخ غازي التوبة والشيخ عبد المجيد الشاذلي . وهو تيار يرفض الديمقراطية تماما.

التيار السابع
 
هو التيار الجهادي العملي وهو تيار فرض نفسه عدديا وفكريا في الطيف السلفي بعد التجربة الأفغانية وبعد المواجهات التي حصلت مع النظام المصري والنظام السوري في الثمانينات والنظام الجزائري في التسعينات. ويصرح هذا التيار برفض الأنظمة الحاكمة المحددة بالإسم ويقطع بعدم شرعيتها علنا ويدعو لمقاومتها وإزالتها بالقوة ولكن هناك تفاوت بين رموزه في التصريح بتكفير أعيان الحكام أو أجهزة الحكم. ومن أبرز من يمثل هذا التيار أسامة بن لادن والمنتمين او المتأثرين بالقاعدة ويماثلهم في الطرح من غير السعوديين الشيخ عمر عبد الرحمن والاستاذ محمد المقريء ومعهم الجماعة الإسلامية في مصر والدكتور أيمن الظواهري والدكتور عبد القادر عبد العزيز ومعهم جماعة الجهاد المصرية والشيخ أبو محمد المقدسي والشيخ عمر أبو عمر (أبو قتادة) والأستاذ محمد الرحال والأستاذ أبو مصعب السوري (عمر عبد الحكيم) الذين يعتبرون حاليا منظرين للتيار السلفي الجهادي العملي في كثير من أنحاء العالم.

وللاطلاع على رأي هذا التيار حول الديمقراطية يلخص لنا احد رموزه الشيخ أبو عمر السيف تحت عنوان " رسالة إلى مجاهدي العراق حول الديمقراطية والإنتخابات "
" إن قيام الديمقراطية في العراق هو نصر للصليبين، حتى ولو انسحبوا من العراق وتركوا عملاءهم يحرسون طاغوت الديمقراطية الذي جعلوه إلهاً يُعبد من دون الله".

ويتابع ابو عمر السيف:

" ومن الفساد الكبير أن تظهر الديمقراطية في بلاد المسلمين.

فالواجب على المجاهدين في العراق أن يوحدوا صفوفهم، وأن يبايعوا إماماً عاماً للمسلمين في العراق، قد توفرت فيه شروط الإمامة، ويتم اختياره من أهل الشورى من قادة المجاهدين ومن العلماء المجاهدين، ولا يدخل في الشورى المنافقون أو القاعدون عن الجهاد، لأنهم ليسوا من أهل الولايات في الإسلام.

وأما الإنتخابات العامة لاختيار الإمام العام، أو أعضاء مجلس الشورى، ولو في دولة تحكم بالإسلام؛ فإنها لا تجوز، وإنما هي من مسالك وسُبل النظام الديمقراطي الكافر، التي لا يحل ادعائها من الإسلام ونسبتها إليه."

ومن الأدلة التي يسوقها السيف على تحريم الإنتخابات العامة:

" أن الحاكمية في الإسلام لله تعالى، وليست للشعب أو غيره، وإنما الواجب على الشعب الإنقياد لأمر الله وحكمه.

وقد قال الله تبارك وتعالى: {وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا}، وقال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}.

ثانياً: إن إبطال الشروط الشرعية الواجب توفرها في الإمام أو أعضاء الشورى، وإبطال الطريقة الشرعية في اختيار الإمام واستبدالها بالإنتخابات الديمقراطية؛ هو من التحاكم إلى الطاغوت وتبديل حكم الله تعالى، وقد قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا}.

ثالثاً: أن مقصود الإمامة إقامة شريعة الله تعالى في جميع شؤون الحياة، وإقامة العدل، والأمر بالمعرو والنهي عن المنكر، ولتحقيق المقصود من الإمامة جاءت الشريعة بالشروط الواجب توفرها بالإمام؛ كالعدالة والاستقامة والعلم والشجاعة وغيرها من الشروط.

وأما الإنتخابات العامة فهي قائمة على أهواء الناس وشهواتهم، فإن أكثر الناس إنما ينتخبون من يحقق أهوائهم، دون إلتفات منهم إلى شروط الإمامة.

والله تعالى أمرنا باتباع أمره، وألا نتبع أهواء الناس، فقال تبارك وتعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}، وقال تبارك وتعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ* أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}، وقال تبارك وتعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ}، وقال تعالى: {بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ * فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}.

رابعاً: أن الله تعالى خلق الجن والإنس لعبادته، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، وشروط الإمامة في الشريعة جاءت لتحقيق هذه الغاية، وأما الإنتخابات الديمقراطية العامة، فتلغي هذه الشروط، ويتم الاختيار بحسب أهواء الناس وشهواتهم - كما تقدم - وفي هذا مضادة لله تعالى في أمره وعبوديته.

خامساً: لقد بين الله تعالى أن الأغلبية من الناس لا تتمسك بطاعته، ولا ترغب بشريعته وحكمه، بل تبتغي حكم الجاهلية، كقوله تعالى: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}، وقال تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}، وقال تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}، وغيرها من الآيات التي تدل على تنكب أكثر الناس عن شرع الله وميلهم عن صراطه المستقيم.

فكيف يعلق مصير إقامة حكم الله في الأرض بهذه الأكثرية التي تبتغي حكم الجاهلية، وتعرض عن حكم الله تبارك وتعالى.

سادساً: أن الإسلام لا يُسوي في الدنيا ولا في الآخرة بين العالم والجاهل، والمسلم والكافر، والصالح والفاسق، وأما النظام الإنتخابي الديمقراطي؛ فيسوي بين جميع هؤلاء في الإنتخابات، وقد قال الله تبارك وتعالى: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ}، وقال تبارك وتعالى: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}، وقال تبارك وتعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، وقال تبارك وتعالى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}.

سابعاً: أن مبدأ الإنتخابات العامة قد لبس على كثير من الناس مفهوم الشرعية، فأصبح الكثير منهم يرى أن الشرعية تستمد من أغلبية الناس، وليس من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا الضلال في مفهوم الشرعية الذي وقع فيه الكثير من الناس هو بسبب الشرك بالديمقراطية والتحاكم إليها.
 
وهناك التيارات السنية الاسلامية الاخرى الغير سلفية ومنها:

التيار الثامن

هو تيار الاخوان المسلمين وهو تيار يشارك في العملية الديمقراطية في دول عديدة وقد اكتسب تجربة حافلة عبر التعامل مع انظمة وافكار سياسية مختلفة ولم يتحرك لتفهم الديمقراطية الا مؤخرا بعد ان رأى النجاحات التي حققها اسلاميو تركيا وماليزيا ومستقبلا المغرب. الاخوان المسلمون يشاركون الان في انتخابات مصر وبقوة ويحصدون ثمار مرونتهم وليونتهم فتعاملوا جيدا مع النظام الحاكم وعقدوا صفقة ستثمر قريبا فيخلف الأبن الأب مقابل ان يحصل هؤلاء على حصة دسمة من الكعكة المصرية.

وتبرز براجماتية هذه الحركة في الاتفاق الذي تم مؤخرا بين زعماء حماس وجهات اوروبية وامريكية في اجتماع ضمهم في بيروت ونظم من قبل مجموعة من الاخوان المسلمين في بريطانيا واثمر عن هدؤ " حماس " الاخير.
 
التيار التاسع

هو تيار التبليغ وهو تيار لا علاقة له بالسياسة وشجونها في السابق لكنه ينشط بقوة الان ويستقطب شباب عربي كثر وتظهر داخله الان دعوات تحبذ العمل السياسي لكن ضمن اطار شوروي وهو اقرب من غيره من التيارات الاسلامية للعمل السلمي المتفهم لحق الاخر في التعبير ويعتبر هدفه ان يستقطب الاخرين باللين والسلم.
 
التيار العاشر

تيار يسمى المرتدين: وهو تيار يقوى الان ويكثر انصاره من المتخلين عن التيارات الجهادية وممن عانوا من تجارب عنيفة ضمن العمل الجهادي ويحاول ان يمزج بين الثوابت الاسلامية والديمقراطية وافكار ومشروع هذا التيار تحت التبلور.
 
التيار الحادي عشر:

الاسلاميون الجدد وهم يبشرون بمبادئهم في اوروبا واميركا. ومنهم طارق رمضان، طارق حجي وصهيب بنشيخ وغيرهم.
 
التيار الثاني عشر

تيار حزب التحرير وهو تيار يدعو للخلافة الاسلامية وانها ستأتي من قبل عسكري اسلامي قوي ومن داخل الجيوش الاسلامية لتوحيد بلاد المسلمين وتقوى الخركد داخل صفوف شباب المهجر في اوروبا.
 
ايجابية لمصلحة الديمقراطية:

- الصراع بين التيارات السنية وسعي بعضها للتفوق على الاخرى وبالتالي محاولة استعمال ادوات جديدة منها أسلمة الديمقراطية بعد ان تم تجربة تشويرها بفشل ذريع. هذا الصراع في الافكار سيسرع من عملية تحديث المجتمعات الاسلامية.
 
ما يجب على الشبكة فعله:

مساعدة الاسلاميين المعتدلين والمؤمنين بالقيم الحرة عبر:

- نشر نتاجهم عبر الانترنت وسائل الاعلام
- حضهم على المشاركة في المؤتمرات وحلقات النقاش والبرامج الاعلامية الحوارية
-المساعدة في دفع بعضهم ممن لا يجد وسيلة للوقوف في الصفوف الاولى وبالتالي خلق زعامات جديدة تتواصل مع المجتمع بشرائحه المختلفة.
- من يعرف عن صهيب بنشيخ او عبد الحميد بلكبير او خالد ابو الفضل او عبد الله الحامد او طارق رمضان ومنصور النقيدان من عامة شبابنا.
هؤلاء رجال دين ودعاة ينادون بالاصلاح انطلاقا من داخل الحركات الاسلامية. لم يقدم لهم الاعلام العربي الفسحة التي يستحقونها.
على الشبكة تقديم الدعم اللازم لهم لايصال صوتهم ما دام انهم يقبلون بالديمقراطية مبدأ ثابت وبحرة التعبير والعمل السياسي للآخرين.
- يجب ان يكون عام 2006 عام دعم مشاريع تصب في صالح تقوية حركات التصحيح والاصلاح داخل التيارات الاسلامية وخاصة موقفها من الجهاد والديمقراطية وغيرها.
- يجب المساعدة في مشروع بحثي في تعريف مفهوم الاعتدال حتى يمكن للشباب العربي تقدير وتشخيص ما يسمعه يوميا عن الاعتدال وللأسف يجد في النهاية انه الاعتدال في معارضة الحاكم فقط.
https://alqudscenter.org/print.php?l=ar&pg=QUNUSVZJVElFUw==&id=456