2006-09-01
استطاعت الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لمكافحة الارهاب من إلحاق أضرار كبيرة بقيادة القاعدة وعرقلة عملياتها. على اية حال نحن نقدر بان القاعدة سوف تستمر في كونها تشكل التهديد الاكبر على مستوى الوطن في الداخل ولمصالح الولايات المتحدة في الخارج من قبل منظمة إرهابية واحدة. ونقيم ايضا بان الحركة العالمية للجهاد والتي تشمل تنظيم القاعدة والمنظمات الإرهابية التابعة لها والمستقلة, والشبكات والخلايا المنبثقة أنها آخذة بالانتشار وكما أنها تتكيف مع جهود مكافحة الارهاب.
- بالرغم من أنّنا لا نَستطيعُ قيَاْس مدى هذا الانتشار بشكل دقيق الا ان هناك مصادر كبيرة تشير الى ان الناشطين والذين يعرفون عن انفسهم بالمجاهدين وعلى الرغم من انهم يشكلون نسبة مئوية صغيرة من اعداد المسلمين الا انهم يزدادون على مستوى العدد وعلى مستوى توزيع الرقعة الجغرافية.
- وفي حال استمرار هذا الاتجاه فان التهديدات للمصالح الامريكية في الداخل والخارج ستصبح اكثر تنوعا وسيقود ذلك الى زيادة الهجمات في كافة أرجاء العالم.
- من شأن وجود التعدّدية والنظم السياسية المتجاوبة بصورة اكبر في غالبية الدول الإسلامية ان يخفف من المظالم والشكاوى التي يمكن ان يستغلها المجاهدين.ومع مرور الوقت فان مثل هذا التقدم ومع وجود البرامج الثابتة والمتعددة التي تستهدف نقاط الضعف لدى الحركة الجهادية ومع وجود الضغط المتواصل على القاعدة فان ذلك يمكن ان يضعف الدعم للمجاهدين.
نحن نقيم بان حركة الجهاد العالمية هي حركة غير مركزية, وينقصها الاستراتيجية العالمية المتماسكة, قد أصبحت اكثر انتشارا. وهناك احتمال زيادة ظهور الشبكات والخلايا المعادية للأجندة الامريكية.ان التقاء الأهداف المشتركة والعناصر المتفرقة سيخلق صعوبة كبيرة أمام ايجاد وتقويض الحركات الجهادية.
- نقيم بان التهديد العملي للخلايا المتطرفة سوف تزداد أهميته للجهود الامريكية في مكافحة الارهاب وبالتحديد علي الصعيد الخارجي وفي الوطن ايضا.
- يعتبر المجاهدون أوروبا مكانا مهما لمهاجمة المصالح الغربية. وتعمل الشبكات المتطرفة الموجودة في جاليات الشتات المسلمة الموجودة في أوروبا على تسهيل التجنيد والتحضير لمهاجمة المدن كما جاء ذلك واضحا من خلال هجمات مدريد في 2004 ولندن في 2005.
نقدر بأن الجهاد في العراق يشكل جيلا جديدا من القادة والمشاركين الإرهابيين, وسوف ينظر الى نجاح المجاهدين هناك ليكون مصدرا لإلهام المزيد من المقاتلين في مواصلة كفاحهم في مناطق اخرى.
- ان النزاع في العراق أَصْبَحَ القضية المشهورةَ للمجاهدين, ولقد ولد التدخل الامريكي في العراق استياءً كبيرا في العالم الاسلامي ورفع من عدد المؤيدين لحركة الجهاد العالمية. يَجِبُ ان يدرك المجاهدين التاركين ساحة العراق انهم فشلوا وان يُرَوا هكذا, نُقًدّر حينها بان القلة من المقاتلين ستكون راغبة بمواصلة المعركة.
نُقَدر بان العواملَ الأساسية التي تغذي من انتشار الحركةِ تفوق نقاط ضعفها ومن المحتمل ان تستمر كذلك لفترة أطول من الإطار الزمني لهذا التقدير.
- هناك أربعة عوامل أساسية تغذي انتشار الحركة الجهادية:
1. طوق الشكاوى مثل الفساد, والظلم, والخوف من الهيمنة الغربية والتي تقود الى الإحساس بالغضب والإذلال وانعدام القوة.2. الجهاد في العراق.
3. الحركة البطيئة في سير الاصلاحات الحقيقية والثابتة على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي لدى الغالبية من الدول الإسلامية.
4. الشعور المعادي للأمريكان والمنتشر بين غالبية المسلمين حيث يعمل المجاهدون على استغلال هذا الشعور.
- ان نقاط الضعف المصاحبة للحركة الجهادية قد أظهرت بأنه لو تم كشفها بالكامل واستغلالها,يمكن ان يؤدي ذلك الى إبطاء انتشار الحركة. ويتضمن ذلك الاعتماد على استمرارية النزاعات في المناطق الإسلامية ذات العلاقة, الجاذبية المحدودة للمجاهدين, العقيدة المتطرفة, بزوغ أصوات يعتد بها تطالب بالاعتدال, وانتقاد وسائل العنف والتي تستخدم في الغالب ضد المسلمين.
- ان الضعف الأعظم للمجاهدين يكمن في هدفهم السياسي النهائي والذي يعتمد على التفسير المحافظ جدا لاحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة بالحكم والذي لا يتمتع بشعبية كبيرة في وسط الغالبية الكبرى للمسلمين.ومع عرض القيود الدينية والسياسية التي يحملها المجاهدون فان الدعاية قد تساعد على شق الجمهور الذي يريدون إقناعه.
- ان الإدانات الاخيرة للعنف والتفسيرات الدينية والصادرة عن بعض علماء الدين الاسلامي المعروفين تشير الى ان هناك اتجاها قد يسهل من نمو الخيارات البناءة والبديلة عن العقيدة الجهادية والذي يتمثل بالنشاط السياسي السلمي, والذي يمكن ان يقود ايضا الى مشاركة أوسع وثابتة وديناميكية للجاليات الإسلامية في رفضها للعنف, والتقليل من قدرة المتطرفين للاستفادة من الدعم السلبي للجالية, وبهذه الطريقة يبرز الاتجاه الاسلامي كأكثر الأسلحة قوة في الحرب على الارهاب.
- ان مواجهة انتشار الحركة الجهادية سوف تحتاج الى جهود مشتركة ومنسقة يساهم فيها العديد من الأطراف والتي تتجاوز عمليات اسر وقتل قادة الإرهابيين.
وفيما إذا تطورت جهود الإصلاح الديمقراطية لدى غالبية الأمم الإسلامية على مدار الخمس سنوات القادمة فمن المحتمل ان تعمل المشاركة السياسية على دق إسفين ما بين المتطرفين المتصلبين والمجموعات الراغبة باستخدام العملية السياسية لتحقيق أهدافهم المحلية.ومع هذا فان الاصلاحات المرافقة وعمليات الانتقال المحتملة والتي تفتقد الى عنصر الاستقرار سوف تخلق فرص جديدة يمكن ان يستغلها المجاهدين.اندمجت القاعدة الان مع شبكة ابو مصعب الزرقاوي مستغلين الوضع في العراق لجذب المزيد من المجندين والمتبرعين للمحافظة على دورها القيادي.
-من المحتمل ان يتسبب فقدان الزعماء الرئيسيين وعلى وجه التحديد أسامة بن لادن, وايمن الظواهري, والزرقاوي, بتمزيق المجموعة الى مجموعات اخرى اصغر, وعلى الرغم من ان الأفراد الذين سيواصلون المهمة يتشابهون بالرأي, فان خسارة القادة الرئيسيين قد تثير الخلافات وتضاعف من الضغوط على المجموعة.ونقدر بان الجماعات المنشقة وعلى الأقل لبعض الوقت ستكون مصدرا اقل لتهديد مصالح الولايات المتحدة مما تشكله جماعة القاعدة الان.
-اذا استمر الزرقاوي في تجنب الأسر وقلل من هجماته ضد المسلمين, نقدر بان ذلك سيرفع من شعبيته ويشكل تهديدا عالميا.
- ان الدور المتزايد للعراقيين في إدارة عملياتِ القاعدة في العراق قد يقود المجاهدين الأجانب المخضرمين الى التركيز في جهودهم على العمليات الخارجية.
ان المنظمات المتطرفة السنية الأخرى مثل الجماعة الإسلامية وأنصار السنة والعديد من الجماعات القادمة من شمال افريقيا, وما لم يتم مواجهتها فإنها قابلة للتوسع وزيادة قدرتها على مضاعفة هجماتها او تنفيذ الهجمات التي تتسبب في اكبر عدد من الإصابات الجماعية وخارج مناطق عملياتهم التقليدية.
- نقدر بان مثل هذه المجموعات تشكل خطرا اقل على الوطن مما تشكله القاعدة ولكنها تشكل تهديدا بدرجات مختلفة الى حلفائنا والمصالح الامريكية في الخارج. ومن المحتمل ان التركيز في الهجمات سيتراوح بين استهداف النظام المحلي والإقليمي والدولي.
نقدر بان غالبية المجموعات الجهادية القديمة منها والمشكلة حديثا سيستخدمون أدوات متفجرة مرتجلة والتركيز بشكل أساسي على الأهداف السهلة لتطبيق استراتيجيتهم, وسوف يحاولون الاستمرار بتنفيذ الهجمات الإرهابية في البيئات الحضرية, ان المقاتلين الذين يتمتعون بخبرة القتال في العراق سيكونون مصادر محتملة لقيادة المجاهدين الذين يتابعون مثل هذه التكتيكات.
- ستسعى الجماعات الجهادية دائما للحصول على القدرات الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية.
وبينما ايران وعلى درجة اقل سوريا تبقيان الدول الأكثر رعاية للإرهاب, فان العديد من الدول ستكون غير قادرة على منع استخدام أراضيها ومصادرها من قبل العناصر الإرهابية.
ان الشعور المعادي للأمريكان وضد العولمة في ارتفاع مستمر ويغذي الأيديولوجيات المتطرفة الأخرى, وهذا يمكن ان يدفع بعض اليساريين والقوميين والانفصاليين الى تبني الوسائل الإرهابية لمهاجمة المصالح الامريكية.ان عملية التطرف في عصر الإنترنت تجري بسرعة وتتسع بصورة اكبر وبشكل مجهول وغامض, وذلك يرفع إمكانيات تنفيذ الهجمات المفاجئة من قبل مجموعات مجهولة والتي قد يكون من الصعوبة بمكان تحديد عناصرها بدقة.
- ونقدر بان المجموعات من كافة الجهات سوف تعمد وبشكل متزايد الى استخدام الإنترنت للاتصال, والإقناع, والتجنيد, والتدريب, والحصول على الدعم اللوجستي والمالي.
- المصدر: البيت الأبيض The White House