2002-07-08
نظم مركز القدس للدراسات السياسية يوم الاثنين الموافق ) /8 تموز (2002/ ندوة بعنوان "المجتمع المدني في اليمن"، تحدث فيها الدكتور عز الدين سعيد أحمد الأصبحي، مدير مركـز "المعلومـات والتأهيـل لحقوق الإنسان" في اليمن، حضرها لفيف من الأكاديميين والمحامين والمهتمين بمؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان في العالم العربي، أدار الندوة مدير المركز الأستاذ عريب الرنتاوي.
وقد استهل الدكتور الأصبحي حديثه بالقول، سألني صديقي الباحث الإنجليزي الذي يعمل بحثا عن اليمن، عن ماذا ستتحدث في مركز القدس قلت له عن المجتمع المدني في اليمن، فقال وهل يوجد مجتمع مدني في اليمن في ظـل (50)مليون قطعة سلاح ؟، أنا أدعي أنه لدى بعض الأفكار والمعلومات عن المجتمع المدني في اليمن سأتطرق إليها خلال حديثي، خاصة وأن "مصطلح" المجتمع المدني حتى الآن ما زال يثير لغطا إلى حد كبير في مفهومه ودلالاته.
وأشار الصبحي، للوهلة الأولى عندما يتحدث الإنسان عن اليمن، لربما يتخيل مجتمع عشائري، أو أنه يتحدث عن مناطق نائية وبعيدة، نحن نلوم الجغرافيا، أكثر مما نلوم شيء آخر بان جعل اليمن في آخر رقعة في الأرض العربية. ليس هناك الكثير من المعلومات عن ما يجري في اليمن رغم أنه يستحق أن يذكر على الأقل هناك (550) ألف كيلومتر مربع يعيش فيها (18) مليون نسمة، ولديها 2100 كم من الشواطئ المفتوحة على العالم وبالتالي هناك نوع من التنوع الكبير داخل اليمن، نوع من التنوع الجغرافي، الثقافي والاجتماعي، وبالتالي ليس هناك شخصية واحدة، ولكن يمكن الحديث عن عشيرة واحـدة، أو قضية واحدة مثل السلاح والقبائل التي لربما هي محصورة في %20 من الأراضي اليمنية وأن بقية الأجزاء هي مدن لها نفس مشكلات المدن العربية المختلفة مثل عمان أو القاهرة.
وقال الصبحي، الحديث عن المجتمع المدني في اليمن حقيقة دائما للكثير من الباحثين ينحصر في مسألة "الوحدةاليمينية "التي تمت عام 1990، وهو التحول الديمقراطي الهام في مسيرة اليمن أو قبل ذلك، بعض الباحثين يقول أنه بدأ مع حركـة أو ثـورة 26 سبتمبر 1963 ) ثورةعبد الله السلال ) على أساس أنها أدخلت اليمن في مرحلة جديدة وعصر جديد بعد التخلص من الحكم "الإمامي "الملكي، لكنني لا أعتقد ذلك، فإذا كان تعريفنا للمجتمع المدني بمنظماته الأهلية ومؤسساته المختلفة والأحـزاب ، فالبداية كانت قبل ذلك بكثير، وربما في منتصف الأربعينات حيث شهدت مدينة عدن بما يمكن تسميته بـ "ثورة المجتمع المدني " الحقيقي في اليمن، يكفي أنه في هذا التاريخ ظهر أول تأسيس لجمعية المرأة العربية، وليس المرأة اليمنية، وكان هـذا أول تشكل نسائي حقيقي على مستوى عدن، وبالتالي فهي المدينة الأكثر انفتاحا وربما لأنها كانت تحت حكم الاستعمار البريطاني وظهرت معها النقابات العمالية القوية والتنظيمات الحزبية الأساسية وبالذات التيار القومي واليسار ومن ثم الأخوان المسلمين وهذه التنظيمات السياسية كانت لديها صحف هادفة.