2000-09-08
نظم مركز القدس للدراسات السياسية في الثامن من أيلول الحالي مائدة مستديرة حول " عملية السلام في الشرق الاوسط" في المنطقة تحدث فيها السيد ريتشارد ميرفي مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط .وقد شارك في الحوار الذي أداره الأستاذ عريب الرنتاوي مدير المركز نخبة من فعاليات المجتمع المدني.في البداية رحب مدير المركز بالسيد ميرفي والمشاركين في المائدة المستديرة،
إستهل ريتشارد ميرفي الندوة بإيضاح أمرين، هما :انني لا أتحدث كممثل للحكومة الأمريكية .فقد تركت العمل في الحكومة الأمريكية منذ أحد عشر عاما، وإنني اعمل الآن مع "مجلس العلاقات الخارجية "في نيويورك منذ عام 1989، في أعقاب مشكلات الشرق الأوسط، وهو مؤسسة خاصة .وتتزامن هذه الزيارة مع الأحداث الجارية في نيويورك )مؤتمرالالفية الثالثة للأمم المتحد ة) وما زال السؤال الكبير حول المنطقة ينتظر إجابة ، حوله مركز القدس للدراسات السياسية عملية السلام في الشرق الأوسط إذا ما كانت ستعقد قمة أخرى بين كلينتون وعرفات وباراك .والنقطة الوحيدة التي يتفق عليها الزعماء الثلاثة هي انه لا جدوى من عقد قمة ثالثة ما لم يكن الزمن الذي انقضى منذ مؤتمر كامب ديفيد في تموز الماضي قد افلح في تضييق هوة الخلاف وجعل من الممكن التوصل إلى اتفاق إطار لحل مشكلة الشرق الأوسط . أما إذا لم تعقد قمة اخرى، فاعتقد بأنه لن يحدث شيء اكثر مما فعلته إدارة كلينتون .
وأشار ميرفي، أنه قبل مغادرتي نيويورك منذ أيام قليلة، كانت تدور بذهني عدة أسئلة وأنا قادم لزيارة عمان والقدس وتل أبيب :هل الرأي العام عند الأردنيين و الفلسطينيين مستعد .الآن لتقبل اتفاق )سلام(أم أنهم غير مستعدين للترتيبات الجارية من اجل التوصل إلى اتفاق الإطار هذا؟. إن من الصعوبة البالغة على رجل مثلي، ربما تشاركوني الرأي في هذه المشكلة، إدراك ما يجري في عقل أي من باراك أو .عرفات، ولكنني أظن وحتى مع وجود أطيب النوايا والاستعداد للتحرك السريع عند كلا الجانبين ، أي من جانب الفلسطينيين والإسرائيليين، أن من الصعب أن نطلب منهما أو نتوقع منهما التوصل إلى اتفاق إطار في غضون أسابيع قليلة، لأننا بذلك نطلب المستحيل .فقد كان من المفترض، حسب اتفاق أوسلو، أن يبدأ الجانبان مناقشة الوضع النهائي في السنة الثالثة بعد أوسلو ، أي في عام .1996 لكنهما استهلا ذلك في أيار من هذا العام .
وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، كان من المفترض أن يمضي الوقت بين أوسلو وبداية المفاوضات حول الوضع النهائي في بناء الثقة عند الطرفين المتفاوضين، إلا أن هذه الثقة قليلة عند كل طرف .وكان من المفترض معالجة الموضوعات السهلة والتوصل إلى اتفاقات سريعة حولها وبالتالي بناء الثقة . ولكنهما، بدلا من ذلك، شرعا في أيار من هذا العام مناقشة القضايا بنفس المستوى من عدم الثقة الذي كان عندهما في تشرين الأول .1993 ولم يساعد مرور الزمن في بناء الثقة .انكم تفكرون بشكل خاص في مسألة المستوطنات .فقد كانت تقام مستوطنات جديدة وتضاف لما سبقتها، شهرا بعد شهر طيلة السنوات الماضية .كما تفكرون في قضايا اللاجئين ووضع القدس .وهم لا يتفاوضون مباشرة حول هذه القضايا، لكنهم يلقون خطابات أمام شعوبهم، يكررون مرة بعد أخرى مواقفهم الصلبة التي تزداد صلابة ولا تتغير ، بل أصبحت بمرور الزمن اشد صلابة .