A+ A-
جلسة حوارية: المسألة العراقية بين وجهة نظر كردية

2007-01-24

مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الوطني الكردستاني ملا بختيار :
ما يعانيه العراق من انقسامات هو نتيجة منطقية للاخطاء التي ارتكبت في الماضي
الاكراد مصرون على نجاح التجربة الديمقراطية وعلاقتنا مع إسرائيل اشاعات.
المتطرفون من الشيعة والسنة مسؤليين عن الإقتتال الطائفي ومستعدون لدخول معارك عسكرية ضد جيش المهدي

قال عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الوطني الكردستاني ملا بختيار إن ما يعانيه العراق اليوم من إنقسامات وخلافات هو نتيجة منطقية وطبيعية للأخطاء التي إرتكبت منذ تاسيس الدولة العراقية عام 1921 . وقال لا يمكن القول ان ما يعانيه العراق الان هو امر ظهر فجأة بل هو نتاج سلسلة اخطاء إرتبكت منذ عقود ولم يتم معالجتها .. وقال بعد سقوط النظام السابق تبين ان مكونات وافكار واراء المجتمع العراقي مشحونة بالحقد والتناقضات التي لم يكن أحد يعرف عنها من قبل . وقال لم تظهر المشاكل الحالية بشكل طارىء .. لها جذور تاريخية واتصور ان ما يجري حالياً له جذور في التاريخ .. والعراقيون يدفعون ضريبة الاخطاء التي ارتكبت في السابق سواء في العهد الملكي او العهد الجمهوري.
 
وفي جلسة حوارية نظمها مركز القدس للدرسات السياسية في الرابع والعشرين من يناير، بعنوان (وجهة نظر كردية في الحالة العراقية) وادارها الكاتب الصحفي حمادة فراعنة .. إستعرض الملا بختيار نبذة تاريخية عن الاكراد في العراق معرباً عن اسفه لتغييب القضية الكردية طوال العقود الماضية عن الراي العام العربي . واكد ملا بختيار ان الامة الكردية وعير تاريخها الطويل في العراق كانت مخلصة للعراق مؤكداً ان اول ثورة ضد الإحتلال الإنجليزي للعراق كانت في بقيادة القائد الكردي محمود في مارس من عام 1919 . وان هناك خطأ تاريخي كبير في إعتبار ثورة العشرين التي اطلقها الشيعة اول ثورة ضد الإنجليز في العراق.

واكد ملا بختيار ان مصير العلاقات الكردية العربية في العراق يتوقف على قبول العراقيين جميعاً لعراق ديمقراطي فيدرالي، يضم داخله جميع العراقيين من مختلف قومياتهم وأعراقهم ودياناتهم وطوائفهم دون تميز. واكد ان الاكراد جزء من الحالة العراقية وهم في خدمة الحالة الديمقراطية في العراق مشيرا الى مشاركة الاكراد في الإنتخابات التي جرت في العراق وفي الإستفتاء على الدستور وذلك إنطلاقاً من قناعتهم انهم جزء لا يتجزا من العراق . وقال نحن متمسكون بالنظام الديمقراطي وبالدستور العراقي ولكن مع الاسف هناك مشاكل سياسية وطائفية ومذهبية واقليمية ولكن الشعب الكردي جزء من الحل وليس جزء من المشكلة . واكد انه لابد من حل مشاكل العراق عن طريق الحوار رغم وجود عقليات طائفية ضيقة ترتكب الجرائم الطائفية .. وقال نحن نصر ان يكون العراق ديمقراطيا ولن نتمكن ان نعيش في بلد لا يتمتع في بالديمقراطية.
 
وتابع في العراق مشكلة كبيرة وهي ان الشيعة هم الأغلبية المطلقة والتيار السني هم الاقلية . ولكني اريد ان اقول ان الشيعة ليس بمجموعهم طائفين هناك مئات الاف من الشيعة ليسوا طائفيين .. وهناك مئات الاف من السنة ليسوا طائفيين .. بالنسبة للاكراد 90% منهم من السنة وهم ليسوا طائفين . هناك شيعة طائفيين يرتكبون الجرائم ومثلهم من السنة وهناك بعثيين مجرمين ولكنهم ليسوا كل الشعب العراقي . ووصف الملا بختيار الإقتتال الجاري في العراق بانه حرب طائفية معرباً عن المخاوف من الإنزلاق لحرب اهلية . وحمل الملا بختيار مسؤولية العنف الطائفي الجاري في العراق للمتطرفين سواء من السنة او الشيعة وقال لا يتحمل جميع السنة وجميع الشيعة مسؤولية العنف الطائفي في العراق بل المتطرفين بينهم.

واتهم ملا بختيار جيش المهدي بقيادة مقتدى الصدر بالمسؤولية عن عمليات القتل الطائفي في العراق .وقال انه من الواضح ان مقتدى الصدر لا يسيطر على قواته مشدداً على ضرورة وضع حد لعمليات القتل الطائفي التي تنفذها الميليشيات واصفاً عمليات القتل الطائفي بانها خطيرة جداً ولابد من إنهائها حتى بالعمل العسكري. وقال نحن مستعدون لدخول معارك ضد جيش المهدي.
 
وقال بختيار انه إضافة للميليشيات الشيعية المسلحة هنك مجاميع سنية مسلحة تنفذ جزء من الجرائم التي ترتكب مثلاً الحزب السني العراق لديه مئات المسلحين ويسيطرون على مناطق واسعة من بغداد ولا يمكن للشيعة ان يخترقوا اماكنهم والحكومة العراقية تعلم بذلك.

وقال ان الوضع الراهن في العراق اثبت انه لا يمكن التعايش في العراق دون ديمقراطية، وان ما يجري حالياً من عمليات قتل طائفي وإختطاف وتفجير وإستهداف لمؤسسات الدولة هو من اجل إجهاض العملية الديمقراطية الوليدة في العراق. وقال معلوم ان الدول الإقليمية وخاصة المجاورة للعراق سيما لإقليم كردستان لا يحبذون نجاح التجربة الديمقراطية في العراق وفي كردستان تحديداً .. وعلى الرغم من ذلك نحن مصرون على إنجاح هذه التجربة الوليدة . وتابع نحن في الاتحاد الوطني الكردستاني مصرون على وحدة العراق .. وبما اننا ديمقراطيون نتحالف مع مختلف القوى الديمقراطية في العراق وخارجه.

ودعا بختيار الدول المجاورة للعراق للمساعدة في وضع حد للعمليات الارهابية ومنع تسلل الإرهابيين موضحا ان الرئيس العراقي جلال الطالباني وخلال زيارته لكل من طهران ودمشق مؤخراً اتفق مع قيادتي البلدين على المساعدة في وضع حد لعمليات التسلل عبر الحدود الى العراق . وقال نحن نرك حجم التدخل والنفوذ الإيراني في العراق ونعرف ان مواجهة جيش المهدي هي بمثابة مواجهة ايران . مؤكداً رفض الاكراد للتدخل في الشؤون الداخلية للعراق.
 
واعرب بخيتار عن تفاؤوله بوضع العراق مستقبلاً وقال المرحلة المؤلمة التي يعيشها العراق ستنتهي اجلاً او عاجلاً وستنجح العملية السياسية مؤكداً ان بعض القوى السنية التي تقاطع العملية السياسية الجارية حالياً في العراق ستنضم إليها مستقبلاً . وقال في الماضي قاطعت العديد من القوى العملية السياسية الجارية في العراق ولكنها عادت وإنضمت إليها .. وهذا مؤشر على ان الرافضين سيتراجعون وسينخرطون بالعملية السياسية لما فيه مصلحة العراق ووحدته.

وحذر بختيار من ان إنتصار فئة طائفية وتخريب الوضع السياسي في العراق سيدفع بالاكراد للمحافظة على دولتهم وشعبهم في مناطقهم .. ويساهمون في إنهاء هذه الحالة اذا إنتصرت إحدى الطوائف رغم ان هذا الإحتمال ضعيف في العراق . واعرب بختيار عن أمله في تعميم تجربة الديقراطية في إقلم كردستان على باقي مناطق العراق في الجنوب والوسط ليعود العراق ينعم بالامن والإستقرار.
 
وفيما يتعلق بالعلاقات الكردية مع إسرائيل قال بختيار نعرف أن إسرائيل تحتل فلسطين .. والشعب الكردي عاني كما يعاني الشعب الفلسطيني .. تربطنا في الإتحاد الوطني الكردستاني علاقات وثيقة مع القيادات الفلسطينية ومع قادة الفصائل الفلسطينية مثل نايف حواتمة وجورج جبش .. ولكن هناك جهات عديدة عريبة ومنها منظمة التحرير لها علاقات مع اسرائيل ... ولكن لا يمكن للاشياء ان تقاس بنفس المقياس . ولكن اود ان اقوله انه كان في منتصف الستينات علاقة بين الملا مصطفى واسرائيل . الان لا يوجد اية علاقة بيننا كقيادة سياسية مع إسرائيل ..... وما تكتبه الصحف عن وجود علاقة بيننا وبين إسرائيل غير صحيح على الإطلاق وهو مجرد إشاعات ونحن نؤيد حقوق الشعب الفلسطيني.
 
ورفض ملا بختيار الإتهامات الموجهة للاكراد بانهم تابعين للامريكان وقال ان الولايات المتحدة غير راضية عن نهج تمتين العلاقات بين العراق ودول العالم مشيراً الى ان الرئيس جلال الطالباني زار الصين وروسيا رغم علمه بعدم رضا الولايات المتحدة عن ذلك .وقال نحن نطالب باستمرار بضرورة خروج الامريكيين من العراق في الوقت المناسب .. ونحن ندافع عن إستقلال العراق كما ندافع عن الديمقراطية فيه.