1997-03-19
Anthony H. Corpsman
Senior Fellow and Co-Director
تواجه الولايات المتحدة الأمريكية اليابان و أوروبا جملة معقدة من التحديات في منطقة الخليج.و بعض هذه التحديات إقليمي و يشمل مشاكل اقتصادية و سكانية واسعة تهيئ الفرصة لظهور التطرف و عدم الاستقرار و العنف.اما التحديات الاخرى فهي اكثر تحديدا و النصر الذي حققه التحالف الغربي في حرب الخليج لم يجلب الاستقرار للخليج كما لم يؤدي إلى وحدة دائمة في التعامل مع كل من العراق و ايران.
يزداد الاعتماد على بترول الخليج في الوقت الذي تنخفض فيه حاجة الولايات المتحدة الأمريكية اليابان أوروبا إلى طوارئ الطاقة و تقل مرونتهم في تخفيض اعتمادهم على صادرات الطاقة.و يؤثر التطرف الاسلامي و انظمة الحكم المتهاوية و لعلمانية الضعيفة اضافة للمتاعب الاقتصادية و السكانية على الامن الداخلي لنطاق واسع من دول الخليج و بالذات البحرين و السعودية.حيث يمثل الارهاب تحديا متناميا. فالنمو السكاني يشكل تهديدا خطيرا في اكثر مناطق العالم عنفا و تسليحا.و تشكل عملية السلام العربية الاسرائيلية خطرا دائما بحدوث اضطرابات سياسية في الخليج. اختلافات في وجهات النظر و المصالح الخاصة بكل من الولايات المتحدة الأمريكية اليابان وأوروبا.
تشترك كل من الولايات المتحدة الأمريكية اليابان وأوروبا في مصلحة استراتيجية واحدة تتمثل في استمرار تدفق البترول باسعار السوق الحالية فجميع هذه الدول التجارية تعتمد على كل امة مصدرة للبترول .كما يعتمدون بدرجة مساوية على توسيع صادرات البترول و الغاز من الخليج لمقابلة الاحتياجات الدولية المتنامية و تطوير اقتصاديات الدول المصدرة.
و هم يشتركون في مصلحة مشتركة في حالة الطوارئ على الطاقة و ذلك لمواجهة الازمات تحت ادارة وكالة الطاقة العالمية.و في الوقت ذاته فإن المصالح الاستراتيجية القومية و الاولويات الدبلوماسية و المصالح الاستثمارية و التجارية و الشؤون الوطنية و الاقتصادية و السياسية تختلف بين هذه الدول.حيث تركز اليابان و أوروبا على التجارة و بيع الاسلحة و الحوار بينما تركز الولايات المتحدة الأمريكية على الاستقرار الاستراتيجي عرض القوة ومناهضة النمو السكاني و علاقات اسرائيل بالولايات المتحدة الأمريكية اقوى من تلك الخاصة باليابان و أوروبا و تؤكد الولايات المتحدة الأمريكية على التشريعات و تشديد الحصار على كل من العراق و إيران باعتبارهما دولتين ارهابيتين و تحظى بدعم من بريطانيا على الرغم من انها تلقى دعما اقل من الدول الاوروبية الاخرى.
و لا تختلف اليابان في سياستها المعلنة عن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه العراق و ايران و لكن لها تحفظات متزايدة و سرية على أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تفتقد للواقعية في التعامل مع التجارة و الاستثمار فيهما.و تتنافس هذه الدول على الاستثمار و التجارة في منطقة الخليج و تتنافس كل من أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية على بيع الاسلحة لها و ينتج عن هذا التنافس توترات طبيعية على الضوابط التي يفترض أن توضع على الاستثمار و الصادرات و حول تطبيق التشريعات و تصدير التقنية ثنائية الاستعمال .
و بشكل عام فأن الولايات المتحدة الأمريكية قد وضعت ضوابط اكثر صرامة حول العقوبات من كل من اليابان و أوروبا.و يكمن الاختلاف بين هذه الحكومات في اتفاقيات الامم الصناعية المتعلقة بالاسلحة في الشرق الأوسط.مثل اتفاقية نظام التحكم في الطاقة MTCR اتفاقية مناهضة الطاقة النووية NPT اتفاقية الاسلحة الكيماوية CWC اتفاقية الاسلحة البيولوجية BWC .و هنالك اختلافات اخرى حول التعامل مع صعود الاسلام و الحركة الإسلامية و دول الخليج.و من الواضح أن حكومات هذه الدول تعطي اهتماما ضئيلا للتخطيط بالنسبة للطاقة بينما تتعاظم حاجتها اليها و على الرغم من انضمامها إلى اتفاقية رسمية فأن هذه الدول الاعضاء قد ازداد اعتمادها على النفط و الغاز.
و تعتبر معظم الاختلافات بين هذه الدول غير ناجمة عن سوء تفاهم بينها و انما حول الاولويات القومية و كيفية التعامل مع مشاكل المنطقة الموردة. و التي تتركز على التعامل مع مشكلو العراق و ايران و الصراع العربي الاسرائلي و النمو السكاني و التطرف الاسلامي و اخيرا الارهاب.و على هذه الدول أن تتفهم مصالحها و وجهات نظرها المختلفة و قد يتحقق العمل المشترك بينها في التعامل مع الخليج الذي سيكون في المستقبل متقلب الوضع و يمكن تحقيق هذا التعاون بالحوار المشترك.
المصدر : برنامج دراسات الشرق الأوسط / Middle East Studies Program
ترجمة : مركز القدس للدراسات السياسية
حقوق النشر محفوظة@ مركز القدس للدراسات السياسية. كل الحقوق محفوظة