الضربة الموجهة ضد العراق نظرة عسكرية
2002-11-15
2002-11-15
القوات العسكرية العراقية
عقب الحرب العراقية الإيرانية 1981-1988، القوة العسكرية العراقية كانت الأكبر في الشرق الأوسط والأقوى في الخليج. ولكن، خلال حرب الخليج عام 1991، فقد فقد الجيش العراقي تقريبا نصف المشاة. ففي العشرة سنوات أو يزيد بعد الحرب استمر في الضعف بسبب العوامل التالية:*ان العقوبات المفروضة على العراق قد منعت إعادة تأهيل قواته العسكرية، وخاصة فيما يخص أنظمة الأسلحة التي يرجع تاريخها إلى ما قبل حرب الخليج. هذه التحديات أعاقت العراق أيضا من مواصلة التمارين العسكرية المهمة من الحفاظ على الفعلية القتالية .
*أبقت القوات العراقية على بعض الصدامات المحصورة خلال هذه الفترة (1991-2002). فقد عانت القوات العراقية الكثير من الهجمات الجوية الأمريكية والبريطانية خلال عمليات الحظر الجوي على منطقتي الحظر في الجنوب والشمال العراقيين. كما أنها من فترة إلى أخرى اشتبكت في صراعات عسكرية وانشطة ضد المجموعات الشيعية والكردية هذه الاشتباكات أدت إلى زيادة في ضعف أنظمة الأسلحة وخاصة الدفاعات الجوية الأرضية التي تم القضاء عليها بسبب تعدد الضربات الجوية عليها.
*ففرق التفتيش التابعة للأمم المتحدة ، اونسكوم وفريق العمل (IAEA)، دمرت نسبة كبيرة من صواريخ ارض-ارض وكذلك منصات إطلاق الصواريخ، وأيضا ما أمكنها من الأسلحة الكيماوية البيولوجية العراقية. فتطوير وانتاج الأسلحة غير التقليدية تم إعاقته أيضا.
وعلى الرغم من ان العقوبات المفروضة على العراق من قبل الأمم المتحدة المؤثرة منذ عام 1991 والتي تمنع تزويد العراق بأي معدات عسكرية، إلا ان العراق استطاع ان يدرأ عن جيشه الفشل التام من خلال التهريب غير القانوني، مستخدما عوائد جمعت من التصدير غير الشرعي للنفط خارج مذكرة التفاهم (النفط مقابل الغذاء) المفروضة من قبل الأمم المتحدة . ان تهريب الأسلحة، والذي لا ينقل معدات لأنظمة أسلحة جديدة في العراق، بل انه يزود القوة العسكرية بقطع الغيار ، المواد الخام، وكذلك المكائن اللازمة لاستمرار الصناعة العسكرية في العراق.
فهذه المصانع تقوم بتصنيع الذخيرة الرئيسية وكذلك لها القدرة على إنتاج أنظمة أسلحة رئيسية ، وذلك عند استيراد المكونات التركيبية من الخارج.
ومع ذلك فان القوة العسكرية العراقية للعام 2002 ما زالت كبيرة. فالقوات الجاهزة تقدر بحوالي 430.000 جندي، وهو رقم سرعان ما يتضاعف عند استدعاء الاحتياط. وعلى كل فان الأسلحة قديمة، ومن الصعب ان تضاهي الأسلحة الحديثة.
يتكون الجيش العراقي من 23 فرقة ومجموعتين من القوات الخاصة منظمة في خمسة فيالق، ولكن اكثر من نصفها المعد للمعركة-13 فرقة هي فرق مشاة، وهي ذات تسليح وقدرة على الحركة ضعيفين بشدة . فمعظم هذه الفرق والتي تعود للجيش النظامي انفرط عقدها حال التحامها بالعدو (قوات التحالف) في حرب الخليج عام 1991، وفقط فرقتي المشاة التابعتين للحرس الجمهوري أظهرتا قدرة قتالية. فحالة هذه القوات ازداد سوءا منذ ذلك الحين، حيث قامت القيادة العامة للقوات المسلحة بنقل الأسلحة إلى وحدات النخبة وكذلك فان مشاة هذه الفرق يتكونون من مجموعات اثنية مختلفة ، وولائها للنظام أمر مشكوك فيه، فعلى سبيل المثال، الشيعة في جنوبي العراق.
ان اكثر القوات العراقية جاهزية للقتال هي 6 فرق مسلحة و4 فرق آلية، منها 6 فرق تعود للجيش النظامي و 4 للحرس الجمهوري. فالحرس الجمهوري افضل عدة وولاء للنظام. وعلى أية حال، فالفرق المسلحة والآلية ضعيفة نوعا ما، ذلك انه منذ حرب الخليج كان هناك فقد كبير في عربات المواجهة، والفرق متسلحة الآن بنسبة تفوق 50% من عربات المواجهة التي يفترض وجودها في فرقة نموذجية . وبصورة عامة، يمتلك الجيش العراقي 2000 دبابة، من ضمنها 800 تي72 أو ما يعادلها. حيث تم تصنيع هذه الدبابات في السبعينات وهي قديمة جدا. أما الدبابات الباقية فهي نموذج اقدم من تي 72 ذات نماذج سوفيتية أو صينية وهي خارج استعمال الجيوش الحديثة. كما يمتلك الجيش حوالي 2000 عربة إضافية ذات نوعيات مختلفة، وحوالي 2000 قطعة مدفعية، فقط 150 قطعة ذات قدرة على التعبئة الذاتية.
ولغرض المقارنة، فان أي دولة صغيرة في الشرق الأوسط مثل الأردن لديها حوالي 1000 دبابة، 1500 عربة إضافية، وكذلك 800 قطعة مدفعية معظمها ذات قدرة على التعبئة الذاتية.
حتى ان القوة الجوية العراقية تعاني اكثر، حيث فقدت معظم قوتها في عام 1991. فقد دمرت معظم الطائرات في الجو أو على الأرض، بينما 100 من الطائرات تم تحويلها إلى إيران وصودرت. من قبل إيران. تمتلك القوة الجوية العراقية الآن حوالي 200 طائرة مقاتلة في الخدمة الفعلية ولكن بقدرة خدمة متدنية . منها حوالي 20 طائرة جديدة لها القدرة على مواجهة معظم الطائرات التي تمتلكها أمريكا أو إسرائيل. أما البقية فهي طائرات قديمة تعود للسبعينات أو حتى اقدم من ذلك.
كما يمتلك العراقيون حوالي 350هيليكوبتر، منها 100 مسلحة وقدرتها على الأداء غير معروفة ، ولكن نستطيع ان نفترض أنها ضعيفة دون مبالغة، ذلك ان صيانة هذه النوعية من الطائرات صعب جدا بل اكثر صعوبة من الطائرات ذات الأجنحة وتعتبر مشكلة جدا عندما يكون هناك مصاعب في الحصول على قطع الغيار.
أما فيما يخص الدفاعات الجوية العراقية فإنها تتكون من 60 بطارية صاروخ ارض- جو من نوع SA-2،SA-3 (ذات قدرة على الحركة الضعيفة)وكذلك 10بطاريات صواريخ من نوعSA-6،SA-8 بالإضافة إلى ذلك، لديها صواريخ أخف ارض-جو من الغرب والشرق الأوروبي، وحوالي 2000 مدفع مضاد للطائرات. يمكننا ان نعتبر هذا الأمر خطير وإنها ذات قدرة على القتال، ولكنها في الحقيقة قديمة جدا وفقدت قدرتها بسبب عشرة سنوات من القصف ينفذه الأمريكيون والبريطانيون، والتي خلالها لم يحقق العراق أي إنجاز، حيث فشل في إسقاط ولو طائرة واحدة من طائرات الأعداء.
تمتلك القوة الجوية وكذلك الدفاعات الجوية نظاما هو (31C) والذي تم الحصول على محتوياته بمساعدة صينية، وكذلك تم تطويره ولكنه مبني على أنظمة الرادار والتي تم تدميرها بشدة بسبب الضربات الأمريكية والبريطانية خلال حرب الخليج وما بعدها.
أما بالنسبة للبحرية العراقية فقد دمرت عن بكرة أبيها في حرب الخليج ولم تعد موجودة في أي صورة.
ومن خلال هذا المسح الشامل تطالعنا الاستنتاجات التالية:
*يفتقد الجيش العراقي أي قدرة هجومية، حتى ضد بلدان صغيرة مثل الأردن . وفي ظل غياب تدخل خارجي، فان (الجيش) قادر على مواجهة الميليشيات الكردية والشيعية، والقوات المسلحة الصغيرة لدولة مثل الكويت ولكن ليس اكثر من ذلك. ليس هناك سبب حقيقي للقلق من ان صدام سوف يرد على أي هجوم على العراق بهجوم من الأرض على الدول المجاورة أو حتى الذين يشكل خطرا حقيقيا لهم، حتى ولو كان الهجوم الأمريكي غير مركز على القوات العراقية في المنطقة. والموازن الوحيد لذلك هو توفير مساندة أرضية من قبل القوات الأمريكية على الأرض للكويت والأكراد.*وفي حرب ضد العراق ، سوف يكون للقوات الأمريكية التفوق الجوي التام ودون أي عوائق. ويمكن ترجمة ذلك في صورة حركة غير مقيدة في الأجواء العراقية والقدرة على ضرب أي هدف منتقى دون مخاطرة.
*وفي حرب ضد العراق، سوف يكون للقوات الأمريكية التفوق البحري التام ودون أي عوائق ويمكن ترجمة ذلك في صورة القدرة على تجميع قطع القوة البحرية ، وفي أي حجم، في الخليج الفارسي ليس بعيدا عن العراق وبذلك تستطيع حاملات الطائرات العمل بسهولة. كما ان هذا الأمر يعوض القوات الأمريكية عن الصعوبة في إيجاد قواعد أرضية قريبة من العراق.
*أبقت القوات العراقية على بعض الصدامات المحصورة خلال هذه الفترة (1991-2002). فقد عانت القوات العراقية الكثير من الهجمات الجوية الأمريكية والبريطانية خلال عمليات الحظر الجوي على منطقتي الحظر في الجنوب والشمال العراقيين. كما أنها من فترة إلى أخرى اشتبكت في صراعات عسكرية وانشطة ضد المجموعات الشيعية والكردية هذه الاشتباكات أدت إلى زيادة في ضعف أنظمة الأسلحة وخاصة الدفاعات الجوية الأرضية التي تم القضاء عليها بسبب تعدد الضربات الجوية عليها.
*ففرق التفتيش التابعة للأمم المتحدة ، اونسكوم وفريق العمل (IAEA)، دمرت نسبة كبيرة من صواريخ ارض-ارض وكذلك منصات إطلاق الصواريخ، وأيضا ما أمكنها من الأسلحة الكيماوية البيولوجية العراقية. فتطوير وانتاج الأسلحة غير التقليدية تم إعاقته أيضا.
وعلى الرغم من ان العقوبات المفروضة على العراق من قبل الأمم المتحدة المؤثرة منذ عام 1991 والتي تمنع تزويد العراق بأي معدات عسكرية، إلا ان العراق استطاع ان يدرأ عن جيشه الفشل التام من خلال التهريب غير القانوني، مستخدما عوائد جمعت من التصدير غير الشرعي للنفط خارج مذكرة التفاهم (النفط مقابل الغذاء) المفروضة من قبل الأمم المتحدة . ان تهريب الأسلحة، والذي لا ينقل معدات لأنظمة أسلحة جديدة في العراق، بل انه يزود القوة العسكرية بقطع الغيار ، المواد الخام، وكذلك المكائن اللازمة لاستمرار الصناعة العسكرية في العراق.
فهذه المصانع تقوم بتصنيع الذخيرة الرئيسية وكذلك لها القدرة على إنتاج أنظمة أسلحة رئيسية ، وذلك عند استيراد المكونات التركيبية من الخارج.
ومع ذلك فان القوة العسكرية العراقية للعام 2002 ما زالت كبيرة. فالقوات الجاهزة تقدر بحوالي 430.000 جندي، وهو رقم سرعان ما يتضاعف عند استدعاء الاحتياط. وعلى كل فان الأسلحة قديمة، ومن الصعب ان تضاهي الأسلحة الحديثة.
يتكون الجيش العراقي من 23 فرقة ومجموعتين من القوات الخاصة منظمة في خمسة فيالق، ولكن اكثر من نصفها المعد للمعركة-13 فرقة هي فرق مشاة، وهي ذات تسليح وقدرة على الحركة ضعيفين بشدة . فمعظم هذه الفرق والتي تعود للجيش النظامي انفرط عقدها حال التحامها بالعدو (قوات التحالف) في حرب الخليج عام 1991، وفقط فرقتي المشاة التابعتين للحرس الجمهوري أظهرتا قدرة قتالية. فحالة هذه القوات ازداد سوءا منذ ذلك الحين، حيث قامت القيادة العامة للقوات المسلحة بنقل الأسلحة إلى وحدات النخبة وكذلك فان مشاة هذه الفرق يتكونون من مجموعات اثنية مختلفة ، وولائها للنظام أمر مشكوك فيه، فعلى سبيل المثال، الشيعة في جنوبي العراق.
ان اكثر القوات العراقية جاهزية للقتال هي 6 فرق مسلحة و4 فرق آلية، منها 6 فرق تعود للجيش النظامي و 4 للحرس الجمهوري. فالحرس الجمهوري افضل عدة وولاء للنظام. وعلى أية حال، فالفرق المسلحة والآلية ضعيفة نوعا ما، ذلك انه منذ حرب الخليج كان هناك فقد كبير في عربات المواجهة، والفرق متسلحة الآن بنسبة تفوق 50% من عربات المواجهة التي يفترض وجودها في فرقة نموذجية . وبصورة عامة، يمتلك الجيش العراقي 2000 دبابة، من ضمنها 800 تي72 أو ما يعادلها. حيث تم تصنيع هذه الدبابات في السبعينات وهي قديمة جدا. أما الدبابات الباقية فهي نموذج اقدم من تي 72 ذات نماذج سوفيتية أو صينية وهي خارج استعمال الجيوش الحديثة. كما يمتلك الجيش حوالي 2000 عربة إضافية ذات نوعيات مختلفة، وحوالي 2000 قطعة مدفعية، فقط 150 قطعة ذات قدرة على التعبئة الذاتية.
ولغرض المقارنة، فان أي دولة صغيرة في الشرق الأوسط مثل الأردن لديها حوالي 1000 دبابة، 1500 عربة إضافية، وكذلك 800 قطعة مدفعية معظمها ذات قدرة على التعبئة الذاتية.
حتى ان القوة الجوية العراقية تعاني اكثر، حيث فقدت معظم قوتها في عام 1991. فقد دمرت معظم الطائرات في الجو أو على الأرض، بينما 100 من الطائرات تم تحويلها إلى إيران وصودرت. من قبل إيران. تمتلك القوة الجوية العراقية الآن حوالي 200 طائرة مقاتلة في الخدمة الفعلية ولكن بقدرة خدمة متدنية . منها حوالي 20 طائرة جديدة لها القدرة على مواجهة معظم الطائرات التي تمتلكها أمريكا أو إسرائيل. أما البقية فهي طائرات قديمة تعود للسبعينات أو حتى اقدم من ذلك.
كما يمتلك العراقيون حوالي 350هيليكوبتر، منها 100 مسلحة وقدرتها على الأداء غير معروفة ، ولكن نستطيع ان نفترض أنها ضعيفة دون مبالغة، ذلك ان صيانة هذه النوعية من الطائرات صعب جدا بل اكثر صعوبة من الطائرات ذات الأجنحة وتعتبر مشكلة جدا عندما يكون هناك مصاعب في الحصول على قطع الغيار.
أما فيما يخص الدفاعات الجوية العراقية فإنها تتكون من 60 بطارية صاروخ ارض- جو من نوع SA-2،SA-3 (ذات قدرة على الحركة الضعيفة)وكذلك 10بطاريات صواريخ من نوعSA-6،SA-8 بالإضافة إلى ذلك، لديها صواريخ أخف ارض-جو من الغرب والشرق الأوروبي، وحوالي 2000 مدفع مضاد للطائرات. يمكننا ان نعتبر هذا الأمر خطير وإنها ذات قدرة على القتال، ولكنها في الحقيقة قديمة جدا وفقدت قدرتها بسبب عشرة سنوات من القصف ينفذه الأمريكيون والبريطانيون، والتي خلالها لم يحقق العراق أي إنجاز، حيث فشل في إسقاط ولو طائرة واحدة من طائرات الأعداء.
تمتلك القوة الجوية وكذلك الدفاعات الجوية نظاما هو (31C) والذي تم الحصول على محتوياته بمساعدة صينية، وكذلك تم تطويره ولكنه مبني على أنظمة الرادار والتي تم تدميرها بشدة بسبب الضربات الأمريكية والبريطانية خلال حرب الخليج وما بعدها.
أما بالنسبة للبحرية العراقية فقد دمرت عن بكرة أبيها في حرب الخليج ولم تعد موجودة في أي صورة.
ومن خلال هذا المسح الشامل تطالعنا الاستنتاجات التالية:
*يفتقد الجيش العراقي أي قدرة هجومية، حتى ضد بلدان صغيرة مثل الأردن . وفي ظل غياب تدخل خارجي، فان (الجيش) قادر على مواجهة الميليشيات الكردية والشيعية، والقوات المسلحة الصغيرة لدولة مثل الكويت ولكن ليس اكثر من ذلك. ليس هناك سبب حقيقي للقلق من ان صدام سوف يرد على أي هجوم على العراق بهجوم من الأرض على الدول المجاورة أو حتى الذين يشكل خطرا حقيقيا لهم، حتى ولو كان الهجوم الأمريكي غير مركز على القوات العراقية في المنطقة. والموازن الوحيد لذلك هو توفير مساندة أرضية من قبل القوات الأمريكية على الأرض للكويت والأكراد.*وفي حرب ضد العراق ، سوف يكون للقوات الأمريكية التفوق الجوي التام ودون أي عوائق. ويمكن ترجمة ذلك في صورة حركة غير مقيدة في الأجواء العراقية والقدرة على ضرب أي هدف منتقى دون مخاطرة.
*وفي حرب ضد العراق، سوف يكون للقوات الأمريكية التفوق البحري التام ودون أي عوائق ويمكن ترجمة ذلك في صورة القدرة على تجميع قطع القوة البحرية ، وفي أي حجم، في الخليج الفارسي ليس بعيدا عن العراق وبذلك تستطيع حاملات الطائرات العمل بسهولة. كما ان هذا الأمر يعوض القوات الأمريكية عن الصعوبة في إيجاد قواعد أرضية قريبة من العراق.
التحديات التي تواجه القوة العسكرية الأمريكية:
منذ حرب الخليج ومرورا بالقتال في البلقان وأفغانستان ، أظهرت القوات الأمريكية شكل جديدا من خوض الحرب، حيث تقوم، ولو بمرحلة طويلة نسبيا، بضربات جوية هائلة بأجهزة ذات قدرة تصويبية دقيقة (PGMS)، تطلق عادة من طائرة أو قطع بحرية من اجل شل حركة القيادة ونظام السيطرة، تدمير البنية التحتية اللوجستية وكذلك تدمير قوات العدو. فقط بعد إتمام ذلك، يتم استخدام قوات مشاة يكون لها القدرة على العمل بحرية كبيرة ضد تشكيلات العدو والخائرة القوى.هناك سؤال مركزي، وهو كيف ستتمكن القوات العسكرية الأمريكية، في وضعها الحالي الغير ملائم للقتال ذات القدرة البسيطة والتقليدية في إدارة الحرب أمام هكذا طريقة من القتال ، وهكذا سيناريو؟
لكي تستطيع ان تدير حرب من هذا النمط وبصورة ناجحة، يجب على الولايات المتحدة ان تحصل على المعلومات عن العراق وبصورة فائقة، أي الحصول على المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، وفي الوقت المناسب، فيما يخص العدو وعدم إعطائه الفرصة أو القدرة على جمع المعلومات.
ان التفوق الجوي والبحري الذين تمتلكهما الولايات المتحدة مع تعزيزاتها وقدراتها في الدول المجاورة للعراق يعطيها التفوق الكامل في جمع المعلومات الاستخباراتية وبدون أي قدرة عراقية على التدخل، وكذلك لديها القدرة على منع العراق من جمع معلومات استخباراتية. ان أسلوب المناورة الوحيد الممنوح للعراقيين هو الغش والإخفاء، عمل الخدع (الشراك)، نشر القوات وإخفاؤها تحت غطاء تضاريس منطقة ما.
ولكن، على النقيض مما جرى في كوسوفو، حيث تمكن الصرب من تحقيق بعض النجاح في استعمال هذه التكتيكات، فان التضاريس في العراق لا تسمح بهكذا نصر في الخداع. بالإضافة إلى ذلك، فالعراق اقل قدرة من الصرب للتدخل في إجراءات جمع المعلومات التي تتبعها الولايات المتحدة
والقدرة الثانية المطلوبة لعمل الهجوم هي القدرة على ضرب أهداف منتقاة للعدو باستخدام كميات كبيرة من الصواريخ الذكية (PGMS) . ان التفوق الجوي والبحري المطلق للولايات المتحدة سوف يحرم العراق من أي قدرة على إعاقة جهود الولايات المتحدة في هذا المجال، وبالفعل فان لدى الولايات المتحدة القدرة على إطلاق أعداد كبيرة من (PGMS) مما فعلت خلال حرب الخليج.
وتعتبر الوسائل اللوجستية أمر مهم للولايات المتحدة من اجل نقل القوات المطلوبة للمنطقة وتوفير المؤن اللازمة لها، ولذا فالولايات المتحدة ارتبطت ببناء بنية تحتية لوجستية في المنطقة. ان عجز القوات العراقية عن أي هجوم أعطى الحرية الكافية في نقل القوات والمؤن فليس هناك أي تخوف من تدخل عراقي في هذا الأمر.
بالإضافة إلى ذلك فان مكونات أساسية من النظام (31C) الأمريكي يعمل دون عوائق فالعراقيون لا يملكون أي وسائل لاعاقة هذا النظام (31C) الذي يعتمد على مكونات توجد على الأرض في دول مجاورة (مثل البحرين) وكذلك نظام مشابه محمول جواً.
وفي النهاية، فان موضع قدم على الأرض يعتبر مهما-فالقوات البرية تقوم بسحق ما يتبقى من القوات البرية العراقية والامساك بمخارج ومداخل المنطقة . وبهكذا حالة للقوة العسكرية العراقية، فمن الواضح انه يستحيل إنجاز هذه الأهداف بعدد اقل من القوات مما كان في حرب الخليج. ومن المحتمل ان يعزز هذه القوات بواسطة الأكراد وكذلك القوات الأقل ولاءا لصدام، التي قد تتشجع لتغيير ولائها .
هذا التحليل يوضح انه من المراحل الأولى للحرب، فمن المحتمل النظر للقوات العراقية على أنها وبصورة رئيسية أهداف . فقدرة القوات العراقية على ضرب الطائرات الأمريكية أو السفن هي حتى اقل من المقاومة الضعيفة التي أظهرتها في حرب الخليج 1991. فالتكتيكات السلبية في الدفاع، مثل الغش والإخفاء، تزرع الشراك يمكن ان تؤثر فقط في الوقت الذي قد تستغرقه القوات الأمريكية لإنجاز أهدافها، ولكنها لن تمنع النصر النهائي. والأكثر من ذلك، فعلى العكس من قلة الأهداف في أفغانستان، فان الوضع العراقي يتوافر فيه أعداد كبيرة من الأهداف. وعقبة واحدة في الأمر هو ان الوقت عامل ضروري في الهجوم على هذه الأهداف. نتيجة أخرى هي انه من السهل إحداث أضرار كبيرة باستخدام (PGMS) عندما يكون العدو ذو وفرة في الأهداف التي يمكن ضربها وبسهولة.
فخلال المرحلة الأرضية من العملية، سوف يكون هناك تركيز من قبل القوات العراقية على مواجهة جيوش الولايات المتحدة وحلفائها والتي سوف تصبح هدفا سهلا لل (PGMS) الأمريكي. فالقوات العراقية سوف تدخل الحرب وهي في وضع ضعيف وتم ضربها في المرحلة الأولى من العملية وسوف لن تكون قادرة على تحمل مواجهة مطولة مباشرة. وبدلا عن ذلك، قد تقدم على تحويل واضح في ظروف المواجهة وهو ما تفضله الولايات المتحدة ، من خلال الانتشار في المناطق المدنية على أمل، انه وفي ظل هكذا ظروف فان القوات الأمريكية سوف تواجه صعوبة في الاستفادة مما لديها من تفوق . وفي المقابل، فان هكذا تحول سوف يقود إلى نتيجتين مختلفتين: الأولى، هي ان القوات العسكرية سوف تنهار بسرعة في صحوة ضد سقوط شبكة صدام الأمنية. والثانية ، هي بقاء جيوب مقاومة ضمن المقاومة المسلحة وخاصة فرق الحرس الجمهوري-وسوف تقاتل بضراوة ضمن المناطق المأهولة بالسكان. وحتى في الحالة الثانية، فان القوات سوف تسقط بسرعة في "ستالنغراد" عراقية.
الصواريخ البالستية وأسلحة الدمار الشامل
تقدير معظم الاستخبارات الغربية، انه وفي ظل تفتيش فرق الأمم المتحدة والذي كان ذو فعالية خلال السنين الأولى بعد حرب الخليج عام 1991وتدميرها مكونات عديدة لمشاريع أسلحة الدمار الشامل العراقية، إلا ان العراقيين تمكنوا وبنجاح من إخفاء بعض من مخزونهم وقدراتهم. أكثرها احتمالية، تمكن العراق من إخفاء (5-10) منصات صواريخ ارض-ارض، وقد يصل الرقم إلى 30 صاروخا بمدى يصل إلى 650 كم، وبعض الرؤوس الكيماوية والبيولوجية لهذه الصواريخ أيضا. ومن الممكن أيضا ان العراقيين يمتلكون قنابل كيماوية ، بيولوجية واشعاعية صغيرة والتي يمكن إلقاؤها من طائرة.لقد تضاءلت القدرة العراقية فيما يخص أسلحة الدمار الشامل بالمقارنة بقدرتها خلال حرب الخليج عام 1991، فوحدات الصواريخ والمنصات اقل بكثير والقوة الجوية اضعف. فالقوة الجوية يمكن منعها من أداء أي دور. ومن ناحية أخرى، فان بعض الصواريخ التي تطلق قد تصل إلى أهدافها في إسرائيل ودول الخليج حيث تتواجد قوات الولايات المتحدة أو على الأقل المناطق المجاورة لهذه الأهداف –على الرغم من التطورات الكبيرة التي أحدثت على المنظومة الدفاعية المضادة للصواريخ في إسرائيل وكذلك لدى الولايات المتحدة.
ان السكان الإسرائيليين مجهزون بمعدات واقية (أقنعة) كيماوية وبيولوجية، ولكن فيما يخص المدنيين في دول الخليج فانهم مكشوفون بصورة تامة وليس هناك وسائل حماية سلبية، فعدد قليل من الصواريخ يضرب هناك يمكن ان يسبب عدد كبير من الإصابات. ولكن، القوات العسكرية لكل المشتركين في الحرب مجهزة بصورة كافية بمعدات واقية ومدربة للعمل في ظل بيئة حربية كيماوية وبيولوجية، على الرغم من إيقاع العمليات في ظل هكذا ظروف يتباطأ.
وهذا اعتبار مهم بالنسبة للولايات المتحدة عندما تختار التوقيت للبدء بالحملة ضد العراق. فقوات المشاة تستطيع العمل بصورة افضل ببدلات الوقاية عندما يكون الجو باردا، لذا فان الولايات المتحدة قد تفضل محاربة العراق خلال الشتاء.
تقدير معظم الاستخبارات الغربية، انه وفي ظل تفتيش فرق الأمم المتحدة والذي كان ذو فعالية خلال السنين الأولى بعد حرب الخليج عام 1991وتدميرها مكونات عديدة لمشاريع أسلحة الدمار الشامل العراقية، إلا ان العراقيين تمكنوا وبنجاح من إخفاء بعض من مخزونهم وقدراتهم. أكثرها احتمالية، تمكن العراق من إخفاء (5-10) منصات صواريخ ارض-ارض، وقد يصل الرقم إلى 30 صاروخا بمدى يصل إلى 650 كم، وبعض الرؤوس الكيماوية والبيولوجية لهذه الصواريخ أيضا. ومن الممكن أيضا ان العراقيين يمتلكون قنابل كيماوية ، بيولوجية واشعاعية صغيرة والتي يمكن إلقاؤها من طائرة.لقد تضاءلت القدرة العراقية فيما يخص أسلحة الدمار الشامل بالمقارنة بقدرتها خلال حرب الخليج عام 1991، فوحدات الصواريخ والمنصات اقل بكثير والقوة الجوية اضعف. فالقوة الجوية يمكن منعها من أداء أي دور. ومن ناحية أخرى، فان بعض الصواريخ التي تطلق قد تصل إلى أهدافها في إسرائيل ودول الخليج حيث تتواجد قوات الولايات المتحدة أو على الأقل المناطق المجاورة لهذه الأهداف –على الرغم من التطورات الكبيرة التي أحدثت على المنظومة الدفاعية المضادة للصواريخ في إسرائيل وكذلك لدى الولايات المتحدة.
ان السكان الإسرائيليين مجهزون بمعدات واقية (أقنعة) كيماوية وبيولوجية، ولكن فيما يخص المدنيين في دول الخليج فانهم مكشوفون بصورة تامة وليس هناك وسائل حماية سلبية، فعدد قليل من الصواريخ يضرب هناك يمكن ان يسبب عدد كبير من الإصابات. ولكن، القوات العسكرية لكل المشتركين في الحرب مجهزة بصورة كافية بمعدات واقية ومدربة للعمل في ظل بيئة حربية كيماوية وبيولوجية، على الرغم من إيقاع العمليات في ظل هكذا ظروف يتباطأ.
وهذا اعتبار مهم بالنسبة للولايات المتحدة عندما تختار التوقيت للبدء بالحملة ضد العراق. فقوات المشاة تستطيع العمل بصورة افضل ببدلات الوقاية عندما يكون الجو باردا، لذا فان الولايات المتحدة قد تفضل محاربة العراق خلال الشتاء.
الاستنتاج
ان الحالة المتدنية للقوات العسكرية العراقية سوف تمكن أمريكا من هجوم فعال بواسطة (PGMS)،يدعمها قوات برية ليست كبيرة بالمقارنة بالتي استخدمت خلال حرب الخليج. ان التحدي الكبير الذي يواجه العملية هو قدرة العراق على استخدام صواريخ ارض-ارض وأسلحة دمار شامل . بينما تعتبر هذه القدرة محدودة، فان الضرر الذي قد يلحقه العراق بالآخرين من خلال استخدام هذه الأسلحة كبير.
ان الحالة المتدنية للقوات العسكرية العراقية سوف تمكن أمريكا من هجوم فعال بواسطة (PGMS)،يدعمها قوات برية ليست كبيرة بالمقارنة بالتي استخدمت خلال حرب الخليج. ان التحدي الكبير الذي يواجه العملية هو قدرة العراق على استخدام صواريخ ارض-ارض وأسلحة دمار شامل . بينما تعتبر هذه القدرة محدودة، فان الضرر الذي قد يلحقه العراق بالآخرين من خلال استخدام هذه الأسلحة كبير.
- المصدر: مركزجافي للدراسات الاستراتيجية
- ترجمة : مركز القدس للدراسات الاستراتيجية
- ترجمة : مركز القدس للدراسات الاستراتيجية
الاراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي مركز القدس للدراسات السياسية
حقوق النشر محفوظة@ مركز القدس للدراسات السياسية. كل الحقوق محفوظة
حقوق النشر محفوظة@ مركز القدس للدراسات السياسية. كل الحقوق محفوظة