A+ A-
كلمة وليد الزبيدي في مؤتمر كوسوفو والآخرون
2008-07-28

لمجرد أن علمت أن الدعوة التي وجهت لي لحضور مؤتمر يناقش الأوضاع في كوسوفو والعلاقة مع العالم العربي، سارعت إلى تلبية دعوة عريب الرنتاوي مدير عام مركز القدس للدراسات، وبالفعل وجدت في هذا المؤتمر، ما أبحث عنه، وهكذا جاءت المحاضرات والمداخلات غنية ومفيدة، وفتحت الآفاق الواسعة أمامنا للبحث في واقع ومستقبل كوسوفو، التي نالت الاستقلال في شهر فبراير الماضي، وقدم الأستاذ الدكتور محمد الأرناؤوط معلومات وافية عن تاريخ كوسوفو، مؤكداً على نقطة في غاية الأهمية، تتمثل في أن فهم حاضر ومستقبل كوسوفو، لا يمكن أن يتم دون الرجوع إلى تاريخها الممتد إلى أعماق التاريخ، ويرى أن معركة 1389 من المفاصل المهمة في تاريخ كوسوفو، بالرغم من أن هذه المعركة بقيت غامضة وحصلت بين العثمانيين والكوسوفيين، وانها كانت من المعارك العنيفة وقد انتهت بخسائر كبيرة بين الطرفين، وروى عبد العزيز المحمود في مشاهداته وانطباعاته عن كوسوفو، أنه زار مقبرةً معروفةً هناك، وبينما كان قبر السلطان العثماني مراد شبه مهمل، فقد أقام الكوسوفيون للشخص الذي قتله في تلك المعركة نصباً "كبيراً" يزوره الكوسوفيون، وهو رمز للمقاومة والتصدي.

أما كوسوفو فقد تشكلت استناداً إلى المراجع التاريخية في عام 1866، وبعد عقد من ذلك التاريخ سميت بـ (كوسوفو)، ولم تتوقف المحاولات الداعمة لتأسيس مجتمع بخصوصيته الإسلامية، رغم الاختلاف والصراع مع العثمانيين، حتى تم الإعلان عن كوسوفو دولة مستقلة، ويبلغ عدد سكانها حوالي مليونين وربع المليون غالبيتهم من الألبان، وبنسبة تصل إلى 92%، ونسبة المسلمين من الألبان تصل إلى 98%، وهناك قوميات أخرى في كوسوفو، وجرت محاولات قوية لإثارة الفتنة القومية والدينية بين سكانها، إلا أنها في نهاية المطاف، وصلت إلى الفشل.

حقيقةً أغنى المحاضرون هذه الندوة، وقدم الأستاذ فيتون سوروي وهو إعلامي كوسوفي، وصاحب مجموعة (كوها) الإعلامية الكثير من المعلومات والتفاصيل التي أغنت الندوة، كذلك الأساتذة الذين قدموا معلومات غنية منهم ري أنفست و د. محمد مصطفى وأحمد ذياب وعمر كوش.

إلا أنني لم أحصل على إجابة وافية من فيتون سوروي عندما توجهت له بسؤالين، الأول عن حجم المقاومة الكوسوفية التي برزت أثناء معارك عامي 1998 و1999، قبل صدور قرار مجلس الأمن 1244 في مارس من ذلك العام ، وعن موقف السياسيين والشعب في كوسوفو من الاحتلال الأميركي للعراق، وقد جاء سؤالي في سياق واضح، وهو أن أميركا دعمت وساندت كوسوفو في الحصول على استقلالها، إلا أنها في ذات الوقت عمدت إلى احتلال العراق وتدمير بنيته وتخريبه.