A+ A-
تحديات بناء الشبكات في لبنان
2007-03-25
لقد شهد لبنان خلال السنتين الماضيتين تطورات خطيرة جدا في ساحته السياسية والامنية، فمن جهة جاءت الحرب الاسرائيلية في تموز لتزيد من الازمة الداخلية والتدخلات الاقليمية بعد محاولة تبريد واستعدادات قامت بها الحكومة من اجل عودة البلاد الى عافيتها واسترداد الحياة الطبيعية، بعد خروج الجيش السوري من لبنان، الا ان الارتباطات المعروفة لبعض القوى السياسية بهذا النظام او بالنظام الايراني عرقل هذه المحاولة، وادى فيما ادى الى حرب استمرت شهرين من قبل اسرائيل، واستتبعت بحرب سياسية بعناوين ديموقراطية من نوع المشاركة في السلطة والعدالة في التمثيل. ولن اطيل في الحديث عن هذا الموضوع، فقط لاؤكد ان الظرف اللبناني لم يكن مساعدا كفاية من أجل السير بالخطى التي وضعناها في اجتماع لجنة المتابعة ل«شبكة الاصلاح والتغيير الديموقراطي في العالم العربي» في 11 شباط 2006، وحيث كان مقررا ان يزورنا في بيروت منسق الشبكة المدير العام لمركز القدس للدراسات الاستاذ عريب الرنتاوي في الصيف من اجل عقد لقاءات او لقاء مع مجموعة من الافراد والشخصيات وكذلك مع بعض المنظمات الاهلية والمدنية والحزبية بهذا الموضوع المهتمة بهذا الموضوع والتي كنت قد اقمت معها صلات افرادية ونقلت اليها اجواء المؤتمر الذي عقدناه والمقررات التي صدرت،

وقد ابدى جزء كبير منهم الاستعداد لان يكونوا اعضاء في هذه الشبكة ويعملوا في اطارها. وللحقيقة انني لاحظت امرا ان الاحزاب والمنظمات لا تتجاوب كما تتجاوب الشخصيات المستقلة مع الفكرة، وهذا معروف اذ ان السؤال المتكرر دائما من الذي سيمول؟ وبالتالي اشعر ان هناك نوع من الغيرة او عدم الفهم العميق لطبيعة عمل هذه الشبكة لاسيما في التعاون من اجل انشاء مرصد لقياس تطور عملية الاصلاح والديموقراطية وتبادل المعلومات حول هذا الموضوع ورصد ما يمكن ان يفيد في هذا الاطار.لابد من الاشارة الى ان الواقع السياسي والامني الذي يعيشه لبنان، فرمل عمل مؤسسات المجتمع المدني التي تفرغت لنشاطات مثل الاغاثة وغيرها من التحركات الآنية التي تتلاءم مع الواقع اللبناني المستجد، وبالتالي تغييب النشاط الفكري والثقافي الذي يمكن ان يرصد بطريقة علمية ومفيدة ما نسعى الى معرفته.

كما لا بد من الاشارة الى أن مراكز الابحاث او الهيئات الثقافية النخبوية كانت غائبة عن الساحة ومنشغله اكثر في الحدث السياسي اليومي الذي لا يترك للبنانيين فرصة للتنفس.وباختصار حتى لا اطيل عليكم كثيرا في هذا الامر نحن بحاجة الى تنشيط عملنا وذلك يجري وفق اقرار خطة جديدة تعتمد وفق اقتراحي على عقد لقاء اولي بين الشخصيات وممثلي المنظمات التي تم الاتصال بها بالاضافة الى الاستعانة بالدكتورة هدى الخطيب التي شاركتنا الحضور في مؤتمرنا الاول وهي عضوة في جمعية حقوق الانسان في العالم العربي، في التحضيرات لهذا اللقاء الذي يمكن ان يؤسس لعمل الفريق في لبنان ومتابعته. وثانيا لا بد من يكون التعريف بالشبكة اعلاميا عن طريق عقد مؤتمر في بيروت حول موضوع الديموقراطية والاصلاح والتغيير في العالم العربي، او عبر دورات التدريب التي جرى الحديث عنها في التوصيات من اجل نشر ثقافة الديموقراطية. وقد لاحظت ان موضوع الموقع الالكتروني للشبكة جرت متابعته بشكل جيد جدا في البداية وكنا كأعضاء على اطلاع بالتطورات دائما الا إننا منذ فترة لم نعد في اجواء ما الصيغة النهائية لهذا الموقع المنتظر. واقترح ان نتناول في مواضيعنا او مؤتمراتنا اللاحقة ظاهرة الاغتيالات السياسية في عالمنا العربي، لاسيما وانها تطاول الكثير من المثقفين والنخب والصحافيين ولبنان وسوريا والعراق الان امثلة حية على ذلك اليوم.
 
-ورقة عمل فاطمة حوحو في ورشة عمل الاصلاحيون العرب وبناء شبكات والتحالفات