2000-10-01
ثمة اكثر من سبب يدعو مختلف الأوساط السياسية والإعلامية في المنطقة للاهتمام بمجريات العملية الانتخابية وما أسفرت عنه من نتائج على الساحة اللبنانية .
فهذه، الانتخابات أولا هي الأولى التي تعقب الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني ،ولذلك فان الأنظار اتجهت إليها لمعرفة انعكاساتها على حزب الله والمؤشرات التي تحملها مشاركته فيها على مستقبله ودوره السياسي القادم.
وثانيا فان هذه الانتخابات تجري في ظل العهد الجديد في سوريا، الذي أعلن رئيسه في خطاب القسم عن توجه لاعادة بناء العلاقة السورية اللبنانية ،وبالتالي فان الانشداد كان مركزا على طبيعة الدور والتأثير السوري في هذه الانتخابات.
ثالثا هذه هي الانتخابات الثالثة التي تجري بعد اتفاق الطائف،وبالتالي فالاهتمام منصب على مسيرة الوفاق الوطني وأين وصلت ، بعد المعاناة اللبنانية من ويلات الحرب الأهلية التي دارت رحاها على أرضه سنوات طوال .
ورابعا فإن هذا الحدث يجري في لحظات فاصلة تمر بها المنطقة إزاء عملية السلام ، وبالتالي فإن برامج المرشحين وخيوطهم الخفية ليست بعيدة عما يعد للبنان والمنطقة وتحديدا إزاء مصير اللاجئين الفلسطينيين على أرضه .
ومن ناحية تقنية إذا جاز التعبير ،فهذه الانتخابات هي الأولى التي تجري على مرحلتين ، وبالتالي فان اهتمامات المختصين ذهبت إلى البحث والتمحيص في سلبيات وإيجابيات هذه التجربة.
والمؤكد أن هذه الدراسة ليس في وسعها الإجابة على النقاط السابقة والأسئلة والتساؤلات التي ترافقها ، فحدث الانتخابات ما زال ساخنا يتفاعل بإبعاده المحلية وصلاتها الخارجية ، ولذلك فإنها ركزت على عرض الحقائق ومحاولة تفسيرها وتلمس الخط العام لسيرها بعيدا عن الإجابات القاطعة،التي لها محاذير كثيرة من أبرزها تعقيدات الوضع اللبناني ورماله المتحركة ، ولعل عنوان الدراسة يلخص هدفها وغايتها.
مركز القدس للدراسات السياسية
حقوق النشر محفوظة@ مركز القدس للدراسات السياسية. كل الحقوق محفوظة