بين إيران، والشيعة وضعف العرب السنة
2006-07-27
2006-07-27
مع اشتعال الحرب على طول الحدود الشمالية لإسرائيل والمواجهات في قطاع غزة ,يقوم مدير المركز البرفسور "آشر سوسر"بتحليل السياق التاريخي والإقليمي لاشتعال الحرب الحالية.حيث خرج بالنتيجة التالية:وهي ان السلطات العربية القيادية سابقا ,مصر وسوريا , والعراق,والمملكة العربية السعودية قد انخسف نجمها من خلال بروز قوى إقليمية وتأثيرات دول اخرى غير عربية تمثلت في اسرائيل, وايران, وتركيا,فالدول المؤثرة السابقة تجلس عاجزة بينما المجموعة التي تلتها تضع الأجندة الاقليمية.
شهد الشرق الاوسط في السنوات الاخيرة سلسلة من التغييرات التاريخية التي زودت السياق الإقليمي بأسباب المواجهة مع اسرائيل المشغولة على جبهتها الجنوبية مع غزة والتي تطورت الان الى حرب شاملة تقريبا بين اسرائيل وحزب الله في لبنان. شهد الرُبْع الأخير من القرن الماضي انحدارا مستمرا وثابتا للدول العربية وعجزا نسبيا للنظام العربي.ان السلطات العربية التي تمتعت بالهيمنة سابقا "مصر,سوريا,العراق,والمملكة العربية السعودية"قد فقدت معظم نفوذها الإقليمي.وظهرت جامعة الدول العربية في الأزمة الحالية بمثابة إناء فارغ حيث لم تستطع دعوة أعضائها للاجتماع بسبب الخلافات الداخلية. لا بأس في عمل اي شي بخصوص نار الحرب المتأججة حاليا ولكن الإجماع العربي عاجز حتى عن الاجتماع والحديث عن الحرب الدائرة.لذا فان الشرق الاوسط لم يعد محصورا"بالعالم العربي"على الأقل والى حد ما فالدول العربية لم تعد تضع الأجندة الاقليمية.
ان تراجع الدول العربيةِ كَانَ مصحوبا ببروز قوى إقليمية وتأثيرات لدول غير عربية مثل اسرائيل, وايران, وتركيا.وفي الحقيقة تشتبك اسرائيل في الوقت الحالي مع ايران وبشكل غير مباشر في الحرب الدائرة حاليا في لبنان,بينما العرب أشاروا بكثير من الاستياء الى حزب الله,مع الاكتفاء بدور المراقب السلبي تقريبا لما يدور عدا بضعة مظاهرات هنا وهناك. لقد تعززت مكانة ايران بعد زوال العراق البعثي,الذي كان الحصن الرئيسي للحد من التأثير الايراني في الشرق العربي,لتتحول الان الى الدولة العربية الاولى المهيمنة ذات الاغلبية الشيعية,لقد مهد العراق الشيعي الطريق لتغيير ملحوظ في ميزان القوى الإقليمي بين طائفتي السنة والشيعة,وخلق ما أطلق عليه عبدالله الثاني ملك الاردن "الهلال الشيعي" الممتد من طهران وبغداد وعبر سوريا الى حزب الله في لبنان.
ان الرعاية الإيرانية العسكرية والسياسية والمالية،وعلى مدار السنوات العديدة الماضية ومرة اخرى عبر سوريا قد حولت حزب الله الى دولة داخل دولة ليس فقط على صعيد البنية العسكرية الهائلة نسبيا,ولكن مع شبكة متقنة من الخدمات الاجتماعية لشيعة لبنان, والتي جاءت او حددت من خلال حزب الله الامر الذي زود الحزب بقاعدة صلبة من الدعم الشعبي الضروري لبقائه السياسي وقوته في الساحة اللبنانية.بالنسبة لإيران (وسوريا) , فان تسليح وتحصين حزب الله قد حول لبنان الى قلعتهم الاولى وخطهم الامامي الاول للدفاع او "الهجوم " ضد اسرائيل.وفي حديث جرى مؤخرا لأحد كبار المسئولين الإيرانيين واصفا حزب الله "كواحد من أعمدة الاستراتيجية الامنية الايرانية".
ان ضعف الدولة العربية قد ابرز الصورة والصلة الأولية للهوية الطائفية والدينية والمقترنة مع ظهور الممثلين الغير حكوميين في كافة أنحاء المنطقة, من أمثال أسامة بن لادن, وأبو مصعب الزرقاوي وورثته, وحزب الله, وحركة حماس,وتعيش الاخيرة الان في بعض أنماط السيطرة الغير حكومية لفلسطين والتي خلقت حالة فريدة من الفوضى وغياب الدولة.وبعض الدول العربية وبشكل خاص السنية منها مثل مصر والأردن والمملكة العربية السعودية معنية بالبروز الايراني والأطراف الغير حكومية وخرجت في النزاع الأخير لتنتقد وعلى الملأ حزب الله بسبب سلوكه الطائش والمغامر في البدء بالنزاع مع اسرائيل,وهم لن يكونوا حزينين لقيام اسرائيل بتحجيم حزب الله,فهي بذلك تقوم بإضعاف الإيرانيين والتي من الممكن ان تكون النكسة الجدية الاولى في السنوات الاخيرة للسطوة الايرانية ـ الشيعية, والتي يخافون منها حقيقة.
ان إسرائيل، وبطريقة ما، يُتوقّعُ منها سَحْب الكستناء من النارِ لهم، بالمقابل أيضاً.تتوقع إسرائيل من جهتها ان تقوم الدول العربية على الأقل بتأييد ومباركة النظام السياسي الجديد في لبنان وتشجيع الحكومة اللبنانية بأغلبيتها الغير شيعية لقصقصة أجنحة حزب الله, وبالنسبة لسوريا التي أجبرت مؤخرا على ترك لبنان قد لعبت في هذا النزاع دورا ثانويا بالنسبة لايران.وقد يكون من القيمة بمكان استكشاف الإمكانية بالمشاركة السورية من جديد في استقرار لبنان.
وإذا اثبت اللبنانيون عجزهم كما هو متوقع, حينها فان تشجيع سوريا لاحتواء حزب الله يصبح مفهوما ويؤخذ بعين الاعتبار،وقد تقوم سوريا بذلك خشية ان يتم جرها في المستقبل الى اشتباك غير مرغوب فيه مع اسرائيل بسبب خدمة حزب الله للمصالح الايرانية والتي لا يتوافق منها مع الخط السوري,وبالنتيجة فان السوريين اضعف بكثير من ايران تجاه الأعمال الانتقامية الاسرائيلية.
ونتيجةً لذلك، فمن المُهمِ إبراز والذي يمكن ان يكون الرابط الرئيسي بين غزة وبيروت, فالحملة الاسرائيلية على جبهتين ضد أعدائها من خارج الأطراف الحكومية اكثر وابعد من ان تكون قد جاءت بالصدفة, رغم ان ذلك قد لا يظهر على السطح فالحملة الحالية على كافة الجبهات هي مكون حيوي لاستراتيجية الانسحاب الاسرائيلي, وليست النية من وراء ذلك إلغاء استراتيجية الانسحاب ولكن على النقيض من ذلك تماما,فإسرائيل تسعى من وراء ذلك خلق الشروط المسبقة والضرورية لاعادة الانتشار الاسرائيلي لوضع قواعد الدور في دول الجوار لضمان أمن اسرائيل بعد الانسحاب,دون ان يتم جرها ثانية لاعادة الاحتلال مع كل المخاطر التي يحملها في طياته.
وفي حال أخفقت اسرائيل في وضع هذه القواعد بتعزيز عوامل الردع لديها,يصبح حينها من الاستحالة بمكان انسحابها من الضفة الغربية وهي بالمقابل ايضا معرضة لمواجهة العديد من المشاكل التي تتعلق بوجودها,وهي لا تتعلق بالقوة العربية ولكن النقاط الخاصة بضعفها السكاني.
شهد الشرق الاوسط في السنوات الاخيرة سلسلة من التغييرات التاريخية التي زودت السياق الإقليمي بأسباب المواجهة مع اسرائيل المشغولة على جبهتها الجنوبية مع غزة والتي تطورت الان الى حرب شاملة تقريبا بين اسرائيل وحزب الله في لبنان. شهد الرُبْع الأخير من القرن الماضي انحدارا مستمرا وثابتا للدول العربية وعجزا نسبيا للنظام العربي.ان السلطات العربية التي تمتعت بالهيمنة سابقا "مصر,سوريا,العراق,والمملكة العربية السعودية"قد فقدت معظم نفوذها الإقليمي.وظهرت جامعة الدول العربية في الأزمة الحالية بمثابة إناء فارغ حيث لم تستطع دعوة أعضائها للاجتماع بسبب الخلافات الداخلية. لا بأس في عمل اي شي بخصوص نار الحرب المتأججة حاليا ولكن الإجماع العربي عاجز حتى عن الاجتماع والحديث عن الحرب الدائرة.لذا فان الشرق الاوسط لم يعد محصورا"بالعالم العربي"على الأقل والى حد ما فالدول العربية لم تعد تضع الأجندة الاقليمية.
ان تراجع الدول العربيةِ كَانَ مصحوبا ببروز قوى إقليمية وتأثيرات لدول غير عربية مثل اسرائيل, وايران, وتركيا.وفي الحقيقة تشتبك اسرائيل في الوقت الحالي مع ايران وبشكل غير مباشر في الحرب الدائرة حاليا في لبنان,بينما العرب أشاروا بكثير من الاستياء الى حزب الله,مع الاكتفاء بدور المراقب السلبي تقريبا لما يدور عدا بضعة مظاهرات هنا وهناك. لقد تعززت مكانة ايران بعد زوال العراق البعثي,الذي كان الحصن الرئيسي للحد من التأثير الايراني في الشرق العربي,لتتحول الان الى الدولة العربية الاولى المهيمنة ذات الاغلبية الشيعية,لقد مهد العراق الشيعي الطريق لتغيير ملحوظ في ميزان القوى الإقليمي بين طائفتي السنة والشيعة,وخلق ما أطلق عليه عبدالله الثاني ملك الاردن "الهلال الشيعي" الممتد من طهران وبغداد وعبر سوريا الى حزب الله في لبنان.
ان الرعاية الإيرانية العسكرية والسياسية والمالية،وعلى مدار السنوات العديدة الماضية ومرة اخرى عبر سوريا قد حولت حزب الله الى دولة داخل دولة ليس فقط على صعيد البنية العسكرية الهائلة نسبيا,ولكن مع شبكة متقنة من الخدمات الاجتماعية لشيعة لبنان, والتي جاءت او حددت من خلال حزب الله الامر الذي زود الحزب بقاعدة صلبة من الدعم الشعبي الضروري لبقائه السياسي وقوته في الساحة اللبنانية.بالنسبة لإيران (وسوريا) , فان تسليح وتحصين حزب الله قد حول لبنان الى قلعتهم الاولى وخطهم الامامي الاول للدفاع او "الهجوم " ضد اسرائيل.وفي حديث جرى مؤخرا لأحد كبار المسئولين الإيرانيين واصفا حزب الله "كواحد من أعمدة الاستراتيجية الامنية الايرانية".
ان ضعف الدولة العربية قد ابرز الصورة والصلة الأولية للهوية الطائفية والدينية والمقترنة مع ظهور الممثلين الغير حكوميين في كافة أنحاء المنطقة, من أمثال أسامة بن لادن, وأبو مصعب الزرقاوي وورثته, وحزب الله, وحركة حماس,وتعيش الاخيرة الان في بعض أنماط السيطرة الغير حكومية لفلسطين والتي خلقت حالة فريدة من الفوضى وغياب الدولة.وبعض الدول العربية وبشكل خاص السنية منها مثل مصر والأردن والمملكة العربية السعودية معنية بالبروز الايراني والأطراف الغير حكومية وخرجت في النزاع الأخير لتنتقد وعلى الملأ حزب الله بسبب سلوكه الطائش والمغامر في البدء بالنزاع مع اسرائيل,وهم لن يكونوا حزينين لقيام اسرائيل بتحجيم حزب الله,فهي بذلك تقوم بإضعاف الإيرانيين والتي من الممكن ان تكون النكسة الجدية الاولى في السنوات الاخيرة للسطوة الايرانية ـ الشيعية, والتي يخافون منها حقيقة.
ان إسرائيل، وبطريقة ما، يُتوقّعُ منها سَحْب الكستناء من النارِ لهم، بالمقابل أيضاً.تتوقع إسرائيل من جهتها ان تقوم الدول العربية على الأقل بتأييد ومباركة النظام السياسي الجديد في لبنان وتشجيع الحكومة اللبنانية بأغلبيتها الغير شيعية لقصقصة أجنحة حزب الله, وبالنسبة لسوريا التي أجبرت مؤخرا على ترك لبنان قد لعبت في هذا النزاع دورا ثانويا بالنسبة لايران.وقد يكون من القيمة بمكان استكشاف الإمكانية بالمشاركة السورية من جديد في استقرار لبنان.
وإذا اثبت اللبنانيون عجزهم كما هو متوقع, حينها فان تشجيع سوريا لاحتواء حزب الله يصبح مفهوما ويؤخذ بعين الاعتبار،وقد تقوم سوريا بذلك خشية ان يتم جرها في المستقبل الى اشتباك غير مرغوب فيه مع اسرائيل بسبب خدمة حزب الله للمصالح الايرانية والتي لا يتوافق منها مع الخط السوري,وبالنتيجة فان السوريين اضعف بكثير من ايران تجاه الأعمال الانتقامية الاسرائيلية.
ونتيجةً لذلك، فمن المُهمِ إبراز والذي يمكن ان يكون الرابط الرئيسي بين غزة وبيروت, فالحملة الاسرائيلية على جبهتين ضد أعدائها من خارج الأطراف الحكومية اكثر وابعد من ان تكون قد جاءت بالصدفة, رغم ان ذلك قد لا يظهر على السطح فالحملة الحالية على كافة الجبهات هي مكون حيوي لاستراتيجية الانسحاب الاسرائيلي, وليست النية من وراء ذلك إلغاء استراتيجية الانسحاب ولكن على النقيض من ذلك تماما,فإسرائيل تسعى من وراء ذلك خلق الشروط المسبقة والضرورية لاعادة الانتشار الاسرائيلي لوضع قواعد الدور في دول الجوار لضمان أمن اسرائيل بعد الانسحاب,دون ان يتم جرها ثانية لاعادة الاحتلال مع كل المخاطر التي يحملها في طياته.
وفي حال أخفقت اسرائيل في وضع هذه القواعد بتعزيز عوامل الردع لديها,يصبح حينها من الاستحالة بمكان انسحابها من الضفة الغربية وهي بالمقابل ايضا معرضة لمواجهة العديد من المشاكل التي تتعلق بوجودها,وهي لا تتعلق بالقوة العربية ولكن النقاط الخاصة بضعفها السكاني.
ترجمة: مركز القدس للدراسات السياسية
الاراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي مركز القدس للدراسات السياسية
حقوق النشر محفوظة@ مركز القدس للدراسات السياسية. كل الحقوق محفوظة
حقوق النشر محفوظة@ مركز القدس للدراسات السياسية. كل الحقوق محفوظة