كلمةالاستاذ عريب الرنتاوي في افتتاح ندوة الاحزاب السياسية الاردنية... الواقع والطوح
2003-05-10
2003-05-10
دولة المهندس علي أبو الراغب، رئيس الوزراء الأفخم
أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة
أيتها السيدات ... أيها السادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
يعرف الكثيرون من بينكم، أن فكرة هذا الملتقى الكريم، ليست ابنة لحظتها، فمنذ عامين تقريبا، ونحن نجري المشاورات والحوارات التي جعلت هذا اللقاء ممكنا ... فالحاجة للبحث والتفاكر في راهن الأحزاب ومستقبل تيارات العمل السياسي والفكري الأردني، حاجة قديمة متجددة، تنبع من الإدراك العميق لمأزق العمل الحزبي الأردني، والذي لا يوازيه سوى إيمان أعمق بأن لا ديمقراطية بلا أحزاب سياسية، وأن مستقبل المسار الديمقراطي الأردني رهن بنجاح أحزابنا السياسية في تخطي العقبات وجبه التحديات التي تعترض طريقها.
على أن انعقاد ندوة "الأحزاب السياسية الأردنية ...الواقع والطموح" في هذا الوقت بالذات، يكتسب أهمية خاصة...فهي تأتي غداة انطلاق مشروع "الأردن أولا"!، والذي لم ننظر إليه يوما إلا كمشروع نهضة وتنمية واستنهاض...وهي تأتي عشية الانتخابات للبرلمان الرابع عشر، مع كل ما يوفره هذا الاستحقاق وينطوي عليه من معان ودلالات...وهي تأتي وسط ظروف إقليمية، شرقا وغربا، حافلة بالعبر والدروس، لكل من أراد أن يعتبر ويتعلم.
وسيرا على نهج المكاشفة والمصارحة الذي ميز أعمال ندوتنا السابقة "الأردن وسيناريوهات المرحلة المقبلة"، والتي كان لكثيرين منكم إسهام متميز في أعمالها ومداولاتها، فقد ارتأينا ونحن نحضر لهذه الندوة، أن نذهب مباشرة إلى صميم المشكلات والتحديات التي تجابه حياتنا الحزبية، من دون مواربة أو مداورة، ما دفعنا في بعض الأحيان للخروج عن مألوف الخطاب المتداول في حياتنا السياسة، الأمر الذي قد يزعج البعض منا أو يثير حفيظة البعض الآخر، وعذرنا في ذلك أننا نريده حوارا صريحا جريئا، في عمق المشكلات وصلبها، لا على حوافها وهوامشها.
وأبدأ بالقول، أن معيار نجاح هذه الورشة أو إخفاقها، إنما يتحدد من وجهة نظر شخصية، وإلى حد كبير، في قدرتها على توجيه حزمة من الرسائل منها:
أولا: أن المسار الديمقراطي الأردني الذي راوح خلال العقد الفائت بين صعود وهبوط ، هو مسار ذو اتجاه واحد، للأمام ... فالمراوحة تراجع بكل المقاييس والمعايير ... والتنمية السياسية الحزبية لن تتحقق من دون مأسسة هذا المسار وتجذيره، ولا أقول توسيع هوامشه، فقد كفانا لعبا على الهوامش، وآن الأوان لنقلة نوعية جديدة على هذا الطريق ، تنطلق من الإيمان العميق بأن لا تنمية اقتصادية اجتماعية من دون تنمية سياسية موازية.
ثانيا: أن التنمية الحزبية بوصفها حلقة من سلسلة حلقات التنمية الديمقراطية المتصلة، ليست مهمة مطلوبة من الحكومات وحدها، على أهمية الدور الذي يمكن للحكومات أن تقوم به في هذا المجال، بل هي أولا مهمة الأحزاب والمثقفين ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة، فأحزابنا مطالبة بوقفة جادة وعميقة مع راهنها ومستقبلها... مطالبة بمراجعة نظريات وإيديولوجيات تعرضت للاختبار والاهتزاز وطنيا وقوميا وأمميا ... ولم يعد مقبولا أبدا بعد كل هذه الزلازل والأعاصير، أن نبقى على خطابنا الشائخ ومفرداتنا القديمة.
ثالثا: ولما كانت الحركة الإسلامية في الأردن، مركز المعارضة وعمودها الفقري، فإن راهن هذه الحركة ومستقبلها أمر لا يخص الإسلاميين وحدهم، بل يهم الأردنيين جميعا، ولسنا نبالغ إذا قلنا إن مستقبل المسار الديمقراطي الأردني، يرتبط إلى حد كبير، بمستقبل هذه الحركة وشكل علاقاتها بالحكم والحكومات، وإذا كانت الحكومات مطالبة بالتزام قواعد الدستور والميثاق الوطني بحفظ حقوق المواطنين وحرياتهم والسهر على سيادة القانون وإشاعة قيم العدالة والمساواة، والسعي لتعميق خيارنا الديمقراطي – التعددي، فإن الحركة الإسلامية الأردنية، مدعوة بدورها، لتجديد خطابها السياسي وإيلاء اهتمام أكبر بالأجندة الوطنية الأردنية وإبداء قدر أفضل من الفهم والتفهم لشروط الحالة الأردنية الموضوعية، وصولا لتفاهم مفض لتعميق خيار المشاركة والاحتواء، بديلا راشدا لخيار المواجهة والاقصاء.
رابعا: أن مستقبل المسار الديمقراطي الأردني، رهن بدوره بنمو تيار سياسي فكري ديمقراطي متنور في البلاد، فلا ديمقراطية من دون ديمقراطيين...فمع استمرار مأزق الأحزاب العقائدية من قومية ويسارية، وإخفاق أحزاب الحقبة الديمقراطية الحديثة في تشكيل بدائل جدية، فإن تيارا كهذا، يتوفر على "فرصة موضوعية" ليكون تيارا رئيسا من تيارات الفكر والسياسة في البلاد، وهو وحده المرشح للقيام بدوره "كمعادل موضعي" لتيار الحركة الإسلامية العريض، وكرافعة للتوزان والاستقرار، وأداة لتفعيل الحياة الديمقراطية وتجذيرها.دولة رئيس الوزراء
أيتها السيدات ...
إذ نتمنى لأعمال ندوتنا هذه التوفيق والنجاح في وضع الحوار الوطني حول مسألة التنمية السياسية والحزبية على سكة التجديد والانطلاق، فإننا نأمل أن تسهم نتائجها في توفير وعي أعمق وأدق بمشكلات الحياة الحزبية الأردنية، وأن تفضي إلى خلق حالة من الفهم والتفهم والتفاهم بين مختلف مكونات الطيف السياسي الأردني.
وقبل أن أختتم كلمتي هذه، اسمحوا لي باسمكم جميعا، أن أتوجه بالشكر الجزيل لدولة رئيس الوزراء المهندس علي أبو الراغب، على تفضله برعاية أعمال هذه الندوة، وحضوره بيننا اليوم، محاضرا ومحاورا، والشكر الجزيل لكم جميعا لتلبيتكم دعوتنا للمشاركة.
أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة
أيتها السيدات ... أيها السادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
يعرف الكثيرون من بينكم، أن فكرة هذا الملتقى الكريم، ليست ابنة لحظتها، فمنذ عامين تقريبا، ونحن نجري المشاورات والحوارات التي جعلت هذا اللقاء ممكنا ... فالحاجة للبحث والتفاكر في راهن الأحزاب ومستقبل تيارات العمل السياسي والفكري الأردني، حاجة قديمة متجددة، تنبع من الإدراك العميق لمأزق العمل الحزبي الأردني، والذي لا يوازيه سوى إيمان أعمق بأن لا ديمقراطية بلا أحزاب سياسية، وأن مستقبل المسار الديمقراطي الأردني رهن بنجاح أحزابنا السياسية في تخطي العقبات وجبه التحديات التي تعترض طريقها.
على أن انعقاد ندوة "الأحزاب السياسية الأردنية ...الواقع والطموح" في هذا الوقت بالذات، يكتسب أهمية خاصة...فهي تأتي غداة انطلاق مشروع "الأردن أولا"!، والذي لم ننظر إليه يوما إلا كمشروع نهضة وتنمية واستنهاض...وهي تأتي عشية الانتخابات للبرلمان الرابع عشر، مع كل ما يوفره هذا الاستحقاق وينطوي عليه من معان ودلالات...وهي تأتي وسط ظروف إقليمية، شرقا وغربا، حافلة بالعبر والدروس، لكل من أراد أن يعتبر ويتعلم.
وسيرا على نهج المكاشفة والمصارحة الذي ميز أعمال ندوتنا السابقة "الأردن وسيناريوهات المرحلة المقبلة"، والتي كان لكثيرين منكم إسهام متميز في أعمالها ومداولاتها، فقد ارتأينا ونحن نحضر لهذه الندوة، أن نذهب مباشرة إلى صميم المشكلات والتحديات التي تجابه حياتنا الحزبية، من دون مواربة أو مداورة، ما دفعنا في بعض الأحيان للخروج عن مألوف الخطاب المتداول في حياتنا السياسة، الأمر الذي قد يزعج البعض منا أو يثير حفيظة البعض الآخر، وعذرنا في ذلك أننا نريده حوارا صريحا جريئا، في عمق المشكلات وصلبها، لا على حوافها وهوامشها.
وأبدأ بالقول، أن معيار نجاح هذه الورشة أو إخفاقها، إنما يتحدد من وجهة نظر شخصية، وإلى حد كبير، في قدرتها على توجيه حزمة من الرسائل منها:
أولا: أن المسار الديمقراطي الأردني الذي راوح خلال العقد الفائت بين صعود وهبوط ، هو مسار ذو اتجاه واحد، للأمام ... فالمراوحة تراجع بكل المقاييس والمعايير ... والتنمية السياسية الحزبية لن تتحقق من دون مأسسة هذا المسار وتجذيره، ولا أقول توسيع هوامشه، فقد كفانا لعبا على الهوامش، وآن الأوان لنقلة نوعية جديدة على هذا الطريق ، تنطلق من الإيمان العميق بأن لا تنمية اقتصادية اجتماعية من دون تنمية سياسية موازية.
ثانيا: أن التنمية الحزبية بوصفها حلقة من سلسلة حلقات التنمية الديمقراطية المتصلة، ليست مهمة مطلوبة من الحكومات وحدها، على أهمية الدور الذي يمكن للحكومات أن تقوم به في هذا المجال، بل هي أولا مهمة الأحزاب والمثقفين ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة، فأحزابنا مطالبة بوقفة جادة وعميقة مع راهنها ومستقبلها... مطالبة بمراجعة نظريات وإيديولوجيات تعرضت للاختبار والاهتزاز وطنيا وقوميا وأمميا ... ولم يعد مقبولا أبدا بعد كل هذه الزلازل والأعاصير، أن نبقى على خطابنا الشائخ ومفرداتنا القديمة.
ثالثا: ولما كانت الحركة الإسلامية في الأردن، مركز المعارضة وعمودها الفقري، فإن راهن هذه الحركة ومستقبلها أمر لا يخص الإسلاميين وحدهم، بل يهم الأردنيين جميعا، ولسنا نبالغ إذا قلنا إن مستقبل المسار الديمقراطي الأردني، يرتبط إلى حد كبير، بمستقبل هذه الحركة وشكل علاقاتها بالحكم والحكومات، وإذا كانت الحكومات مطالبة بالتزام قواعد الدستور والميثاق الوطني بحفظ حقوق المواطنين وحرياتهم والسهر على سيادة القانون وإشاعة قيم العدالة والمساواة، والسعي لتعميق خيارنا الديمقراطي – التعددي، فإن الحركة الإسلامية الأردنية، مدعوة بدورها، لتجديد خطابها السياسي وإيلاء اهتمام أكبر بالأجندة الوطنية الأردنية وإبداء قدر أفضل من الفهم والتفهم لشروط الحالة الأردنية الموضوعية، وصولا لتفاهم مفض لتعميق خيار المشاركة والاحتواء، بديلا راشدا لخيار المواجهة والاقصاء.
رابعا: أن مستقبل المسار الديمقراطي الأردني، رهن بدوره بنمو تيار سياسي فكري ديمقراطي متنور في البلاد، فلا ديمقراطية من دون ديمقراطيين...فمع استمرار مأزق الأحزاب العقائدية من قومية ويسارية، وإخفاق أحزاب الحقبة الديمقراطية الحديثة في تشكيل بدائل جدية، فإن تيارا كهذا، يتوفر على "فرصة موضوعية" ليكون تيارا رئيسا من تيارات الفكر والسياسة في البلاد، وهو وحده المرشح للقيام بدوره "كمعادل موضعي" لتيار الحركة الإسلامية العريض، وكرافعة للتوزان والاستقرار، وأداة لتفعيل الحياة الديمقراطية وتجذيرها.دولة رئيس الوزراء
أيتها السيدات ...
إذ نتمنى لأعمال ندوتنا هذه التوفيق والنجاح في وضع الحوار الوطني حول مسألة التنمية السياسية والحزبية على سكة التجديد والانطلاق، فإننا نأمل أن تسهم نتائجها في توفير وعي أعمق وأدق بمشكلات الحياة الحزبية الأردنية، وأن تفضي إلى خلق حالة من الفهم والتفهم والتفاهم بين مختلف مكونات الطيف السياسي الأردني.
وقبل أن أختتم كلمتي هذه، اسمحوا لي باسمكم جميعا، أن أتوجه بالشكر الجزيل لدولة رئيس الوزراء المهندس علي أبو الراغب، على تفضله برعاية أعمال هذه الندوة، وحضوره بيننا اليوم، محاضرا ومحاورا، والشكر الجزيل لكم جميعا لتلبيتكم دعوتنا للمشاركة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
-ورقة قدمت في ندوة "الاحزاب السياسية الاردنية ...الواقع والطوح" التي نظمها مركز القدس للدراسات السياسية بتاريخ 10-11/ايار2003 الاردن-عمان.
الاراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي مركز القدس للدراسات السياسية
حقوق النشر محفوظة@ مركز القدس للدراسات السياسية. كل الحقوق محفوظة
حقوق النشر محفوظة@ مركز القدس للدراسات السياسية. كل الحقوق محفوظة