A+ A-
الأردن واحتمالات التغيير في العراق
2002-07-13

عقدت في مركز القدس للدراسات السياسية يوم السبت الموافق 13 تموز- يوليو 2002ندوة بعنوان "الأردن واحتمالات التغيير في العراق" حاضر فيها المعارض السياسي العراقي عبد الأمير الركابي، بحضور عدد كبير من المتخصصين والمهتمين بالشأن العراقي من سياسيين ونواب وأكاديميين وممثلين عن الأحزاب والصـحافيين، أدار الندوة الأستاذ عريب الرنتاوي مدير المركز.في بداية الندوة اشار الأستاذ عبد الأمير الركابي، إلى أنه ممن يرون أن العراق سوف يتعرض لضربة قوية وماحقة ، وبرأي أيضا أن العراق سيشهد تغـييرا سياسـيا وشيكا وهذا برأي أمر أصبح مؤكد .اعتقد ا أن ضرب العراق سيكون له آثار وتداعيات على المنطقة ككل، ولكن البلد الذي سينعكس عليه آثار هذه الضربة بعد العراق مباشرة هو الأردن. أنا أرى أن الوشائج الأردنية – العراقية متشعبة وعديدة وحيوية أيضا ، وأنا حسب ما أرى وأتابع، اعتقد أن هناك أشياء أساسية يجب التفكير.في هـذا الخصوص منها :

أولا: الجوانب الاقتصادية ، والذي أعتقد أنها سوف تختل كثيرا وقد تتوقف بحكم الأمر الواقع بمـا فيـه النشـاط الاقتصادي الأساسي للعراق ، وهذا الأمر سيكون بحكم الضربة، بحكم الحرب، وقد تطول هذه المعركة .

ثانيا :هناك وشائج تتعلق ببنية العراق السياسية الحالية، وهذا ما جرى التعود عليه ونسجت شبكة من العلاقـات ومن المصالح ، تتعلق بنظام معين قد لا يكون موجودا بعد أشهر، بالإضافة إلى ذلك أنا اعتقد أن الضربة المقبلـة لا تتعلق فقط بإزالة النظام ، وإنما تتعلق بترتيب المصالح الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة وقد تتعرض لوجود كيانات في المنطقة ومنها العراق وهذا طبعا سيلقي بظلاله على الأردن نفسه ويلقي تسـاؤلات حـول وجـود الأردن ,وأضاف الركابي، باعتقادي أن بعض الاعتيادات في الوضع المحيط بالعراق التي ساد في العشرة سنوات الماضية سوف تنقلب رأسا على عقب، لا أعرف إلى أي مدى النخبة السياسية والقوى السياسية الأردنية مهيأة ومستعدة لمواجهة مثل هذا الأمر .هناك الكثير من الأمور الشائعة في الحياة السياسية حول العراق ما بعد سقوط صدام حسين، هل العـراق سيصبح مستعمرة أمريكية في ظل غياب النظام القائم؟ هل القوى الوطنية في العراق مصادرة من قبـل النظـام الحالي؟، هل النظام الحالي هو العدو الوحيد للولايات المتحدة في العراق ؟ ما هي أشكال العلاقة التي يجب أن تقوم بين الحركة الوطنية العراقية والقوى السياسية الأردنية عامة في المستقبل، وما هو شكل العلاقة المناسـبة لضـمان مصالحنا الوطنية والقومية في البلدين العراق والأردن.

وأشار الركابي قائلاً أحب أن ألخص ما تفضل به الأخوة في ثلاث نقاط رئيسية:

النقطة الأولى: وهي مسألة التقديرات ومسألة التشكيك في احتمال وقوع العدوان على العراق، أنا أسميه "عدوان" حتى لا يظن أحدا من الحاضرين في هذه الندوة أنني أروج للسياسة الأمريكية، فأنا قضيت حياتي كلـها منـاهض للأمريكان وما أزال كذلك .هذا أمر لا ينتهي ، هدفنا هو التفكير في درء هذه الكارثة التي ستقع علـى المنطقـة، وليس باستطاعة كل شخص أن يفتح نقاش حول احتمال وارد تدعمه الكثير م ن المعطيات التي تؤكده، أو نعتبر أن الولايات المتحدة الأمريكية قدر في يوم من الأيام ، ولكن هذا الأمر يستوجب "أعدوالهم ما استطعتم ..!!"ومـن ضمن "أعدوا" التفكير الذي يجب أن نفكر بكيفية مواجهة هذه المصيبةـ الكارثة التي ستقع بالفعل على المنطقة ، هذا رأيي الشخصي .أما بالنسبة للنقطة القائلة هل يا ترى العراق هو أفغانستان؟ هل الولايات المتحدة إذا قررت ضرب العراق هل فكرت في أنها ستفشل أم ستنجح...